السودانيون يتحدون حظر التجوال في ساعاته الأولى
00:43 - 12 أبريل 2019واصل المتظاهرون أمام مقر وزارة الدفاع السودانية في الخرطوم احتجاجاتهم، رغم دخول حظر التجوال الذي أعلنه الجيش حيز التنفيذ، حيث دعت قوى الحراك الشعبي إلى كسر القيد والبقاء في ساحات الاعتصام.
وفي حشد ضخم أمام مقر وزارة الدفاع بالخرطوم بعد دخول حظر التجول حيز التنفيذ، خاطب العضو البارز في تجمع المهنيين السودانيين محمد ناجي الأصم المتظاهرين، بالقول إن "الثورة التي لم تنته بعد. ولم تبلغ أهدافها بعد".
ودعا الأصم، الذي اعتقل في ديسمبر في أول موجة من التعامل الأمني مع الاحتجاجات، وأفرج عنه الخميس، إلى "عدم الالتفاف على مطالب الجماهير، وتسكين الحراك بتغييرات شكلية".
واعتبر الأصم أن الاحتجاجات "في أقل من 4 أشهر قاومت 30 عاما من التهميش وتقسيم المجتمع"، وقال إن الشعب ماض في سبيله ضد الظلم والعنصرية والاستبداد.
وقال: "ما حدث اليوم بمثابة خطوة أولى في نهاية الظلم"، مطالبا بتشكيل حكومة مدنية مع وجود تمثيل عسكري.
وفي وقت سابق، دعا رئيس تجمع المهنيين السودانيين محمد يوسف المصطفى إلى انتقال السلطة لحكومة مدنية ديمقراطية و"لا نمانع مشاركة الجيش فيها".
وفي تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أبدى المصطفى رفضه "جملة وتفصيلا لبيان اللجنة الأمنية العليا"، مطالبا بـ"رحيل كل رموز النظام".
يأتي ذلك بعدما حذر الجيش المواطنين مما وصفه بـ"المخاطر" المترتبة على عدم الالتزام بحظر التجوال الذي حدده من الساعة العاشرة مساء إلى الرابعة صباجا بالتوقيت المحلي.
وقال الجيش السوداني في بيان: "القوات المسلحة تلفت انتباه المواطنين الكرام بأن حظر التجوال يبدأ من العاشرة مساء وحتى الرابعة صباحا وعلى المواطنين الالتزام بذلك للمحافظة على سلامتهم ونظرا للمخاطر التي قد تترتب على عدم الالتزام وحتى تؤدي القوات المسلحة واللجنة الأمنية واجبها في حفظ الأمن".
وأعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، الخميس، "اقتلاع" نظام البشير واحتجاز الرئيس "في مكان آمن"، وذلك بعد 4 أشهر من احتجاجات شعبية طالبت بتنحيه ورفض الامتثال لها.
كما أعلن تشكيل مجلس عسكري انتقالي برئاسته يتولى إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان، مشيرا الى أن المجلس سيلتزم "تهيئة المناخ للانتقال السلمي للسلطة وبناء الأحزاب السياسية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية".
كسر الحظر وإضراب شامل
واحتج آلاف السودانيين على بيان القوات المسلحة، وتحولت مشاعر المحتجين، الذين كانوا يحتفلون في وقت سابق برحيل البشير المتوقع، إلى الغضب وهتف الكثيرون "تسقط تاني" بعد أن كانوا يرددون سابقا هتاف "تسقط بس" ضد البشير.
ورفضت قوى الحراك الشعبي في السودان بيان قائد الجيش، معتبرين ذلك "إعادة إنتاج للنظام ولا يعبر عن مطالب الشعب بتغيير النظام بالكامل".
ودعا تجمع المهنيين السودانيين، وهو أبرز جهة منظمة للاحتجاجات، إلى كسر حظر التجوال والتوجه إلى ساحة الاعتصام في الخرطوم.
كما دعا التجمع إلى إضراب شامل، مناشدا ضباط وجنود القوات المسلحة الانحياز للمحتجين.
وكانت الاحتجاجات التي اندلعت في ديسمبر أكبر تحد لحكم البشير. وردت قوات الأمن في بحملة عنيفة أسفرت عن مقتل العشرات.
وحظر البشير التجمعات العامة غير المصرح بها ومنح سلطات واسعة للشرطة عقب فرض حالة الطوارئ في فبراير، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية والهراوات ضد المتظاهرين.