مع اقتراب الحرب من نهايتها.. الموالون للأسد "ينقلبون"
15:57 - 26 مارس 2019ظل السوريون الموالون للرئيس بشار الأسد، على العهد والوعد كما يقولون، طوال 8 سنوات من الحرب، لكنهم ومع اقتراب الصراع من نهايته واستمرار تدهور مستويات المعيشة في البلاد، يعبرون الآن وبشكل متزايد عن استيائهم من أداء الحكومة.
ويعيش معظم السوريين، البالغ عددهم 19 مليون وينتشرون في جميع أنحاء البلاد الممزقة، ظروفا اقتصادية صعبة، حتى أولئك الذين يعيشون في المناطق الموالية للحكومة التي تجنبت أسوأ أعمال العنف، بما في ذلك في العاصمة دمشق.
فإذا لم يكونوا من السوريين الذين عانوا تهجيرا أو دمرت الحرب بلداتهم وقراهم بأكملها، فإنهم من نسبة تبلغ حوالي 89 بالمائة ممن يعانون فقرا، ويعتمدون على المساعدات الغذائية الدولية، وفقا للأمم المتحدة.
وتنقل صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن سكان في المناطق الموالية للأسد، أن "الحياة أصبحت أكثر صعوبة في الأشهر الأخيرة مقارنة بأي وقت مضى في السنوات الماضية، الأمر الذي يوحي بأنه لن يكون هناك تعاف سريع من الأضرار الهائلة التي ألحقتها الحرب على الاقتصاد السوري والنسيج الاجتماعي والمكانة الدولية".
ولم يكن السكان في العاصمة بمأمن كامل عن عنف الحرب، فقد كان المتمردون في الغوطة الشرقية يطلقون القذائف بشكل شبه منتظم على شوارع العاصمة، مما أدى إلى انتشار الخوف وعدم اليقين من نجاتهم من مخاطر الحرب.
وقال كاتب مقيم في دمشق، تحدث لـ"واشنطن بوست" بشرط عدم الكشف عن هويته خشية على سلامته، إن استعادة ضاحية الغوطة الشرقية العام الماضي أنهى إطلاق الصواريخ، لكنه لم يجلب الراحة التي كان يأملها السكان.
وأضاف "هذا أسوأ ما عرفناه على الإطلاق. بالكاد يستطيع الناس البقاء على قيد الحياة، والنسب المئوية للفقراء تتزايد طوال الوقت".
وتابع: "أدى النقص الحاد في الوقود وغاز الطهي والكهرباء إلى غياب الكهرباء ووسائل التدفئة خلال فصل الشتاء القاسي هذا العام، في حين واصلت العملة السورية انخفاضها، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار".
وتقول الصحيفة الأميركية المرموقة إن "الآلاف من الرجال السوريين الذين كانوا مجندين ضمن الجيش السوري صاروا يعودون إلى مناطقهم بعد نهاية أغلب المعارك، غير أنهم لا يجدون وظائف، كما أن الحرب الطويلة غذت الفساد على نطاق غير مسبوق".
وتذكر الصحيفة أن الأمر الذي ضاعف التحدي اليومي للمواطن "انتظاره الطويل بالساعات من أجل تأمين الاحتياجات الأساسية، وهو أمر كثيرا ما يدفعهم إلى دفع الرشوة".
كما "سعت الحكومة إلى إشاعة نظرة تفاؤلية بين السكان من خلال الحديث عن وصول الاستثمارات العربية عقب نهاية الحرب، والتمويل الصيني لمشاريع إعادة الإعمار، وتخفيف العقوبات الأميركية، غير أن شيئا من ذلك لم يحدث ولا يبدو أنه سيكون قريبا".
وتمتلئ مقاهي وحانات دمشق في الليل، وهو ما يشيع انطباعا بأن الحياة تعود وفي طريقها للانتعاش، لكن هؤلاء الرواد أغلبهم يمثلون نخبة صغيرة استفادت من الحرب.
ويشير سكان العاصمة إلى أن هذه الحياة الاستهلاكية لا تعبر عن طريقة حياة الغالبية العظمى من السكان، الذين يعيشون كفاحا يوميا من أجل توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة.