سياحة الفضاء.. سباق محتدم بين أثرياء العالم
21:06 - 06 مارس 2019لعقود طويلة، ظل استكشاف الفضاء حكرا على الدول، لكنه لم يعد كذلك، مع دخول شركات خاصة إلى هذا الميدان، باتت تلعب دورا محوريا فيه، مع استثماراتها التي تناهز 350 مليار دولار.
ومن الرواد الأوائل في العمل بالفضاء تجاريا، شركة "سبيس إكس"، المملوكة للملياردير إيلون ماسك، التي نجحت في إرسال أول كبسولة تجارية، من حيث التصميم والتشغيل، إلى محطة الفضاء الدولية.
وبات الفضاء ميدان سباق محموم بين أغنى أغنياء العالم نظرا للفرص التي يوفرها، إذ يشكل حاليا اقتصادا تبلغ قيمته الحالية 350 مليار دولار، في حين يتوقع أن ينمو إلى ما بين تريليون وثلاثة تريليونات دولار بحلول عام 2040،
وأسس ماسك، شركة "سبيس إكس" في العام 2002، وتعتمد فكرتها الأساسية على خفض تكلفة السفر إلى الفضاء، عن طريق بناء صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، وبالفعل استطاعت الشركة، خفض تكلفة إرسال الكيلو غرام الواحد إلى الفضاء من 24 ألف دولار إلى 6 الآف دولار.
ولا يقف طموح ماسك عند إرسال شحنات إلى محطة الفضاء الدولية، بل يمتد إلى إرسال بعثات لاحتلال كوكب المريخ، بجانب إرسال رحلات سياحية إلى الفضاء.
وقدرت قيمة شركة ماسك الفضائية في عام 2018 بنحو 27 مليار دولار، وسط توقعات أن تصل إلى 32 مليارا خلال العام الحالي 2019، وذلك مع تنامي أرباح الشركة.
ويقول الموقع الإلكتروني للشركة إنها نجحت في إبرام صفقات إطلاق 100 مهمة إلى الفضاء بقيمة 12 مليار دولار.
أما جيف بيزوس، أغنى رجل في العالم، ومؤسس موقع آمازون، كان من بين أوائل رجال الأعمال في اقتحام قطاع الفضاء، بعد تأسيسه شركة "بلو أوريجين" في العام 2000، إذ تستهدف تسيير رحلات سياحية إلى الفضاء، بسعر تذكرة تصل إلى 300 ألف دولار، كما تطمح الشركة إلى تمكين البشر من الاستيطان على سطح القمر.
وأنشأ الملياردير ورجل الأعمال البريطاني السير ريتشارد برانسون، شركة" فيرجين غالاكتيك " في العام 2004، بهدف تسيير رحلات إلى الفضاء.
وتلقت فيرجين غالاكتيك إلى حد الآن حجوزات من 700 شخص وبسعر للتذكرة الواحدة يصل إلى 250 ألف دولار، في حين يتوقع أن تنخفض إلى 40 ألف دولار خلال العقد المقبل.
وبحسبة بسيطة، يتوقع أن تحقق 175 مليون دولار أميركي فقط من ثمن التذاكر التي جرى حجزها حتى الآن.
واقتربت الشركة من تحقيق هدفها، إذ أطلقت في 2018 برنامجا تدريبيا للأثرياء الذين ينوون خوض غمار تجربة السياحة الفضائية، كما أجرت تجربتين ناجحتين على مركبتها الأسرع من الصوت، وكانت أحدثهما في فبراير الماضي.
ويأمل برانسون أن تقوم شركته بأولى رحلاتها في 16 ينويو المقبل، وذلك تزامنا مع الاحتفال بالذكرى الخمسين لإطلاق أبولو 11، التي قادت إلى هبوط أول إنسان على سطح القمر.