سمع "آهات المتظاهرين".. "رسالة تعهدات" من بوتفليقة للناخبين
23:25 - 03 مارس 2019تعهد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في رسالة ترشحه للانتخابات الرئاسية، بالمكوث في السلطة عام واحد في حال فوزه، قبل أن يجري انتخابات مبكرة لن يترشح فيها، لكنها ستضمن انتقالا سلسا للسلطة، حسبما أوردت وكالة الأنباء الجزائرية.
ولم يحضر بوتفليقة إلى المجلس الدستوري لتقديم أوراق ترشحه بنفسه لظروفه الصحية الصعبة، حيث يخضع حاليا للعلاج في جنيف.
وقال بوتفليقة في الرسالة التي نشرتها الوكالة بعدما أودع مدير حملته الانتخابية عبد الغني زعلان ملف الترشح نيابة عنه، إن الندوة الوطنية للإجماع ستحدد تاريخ الانتخابات الرئاسية المبكرة.
كما تعهد الرئيس بتنظيم "ندوة وطنية شاملة جامعة ومستقلة لمناقشة وإعداد واعتماد إصلاحات سياسية ومؤسساتية واقتصادية واجتماعية، من شأنها إرساء أسيسة النظام الجديد الإصلاحي للدولة الوطنية الجزائرية، المنسجم كل الانسجام مع تطلعات شعبنا".
جمهورية "جديدة"
وتعهد بوتفليقة بإعداد دستور جديد يزكيه الشعب الجزائري عن طريق الاستفتاء، و"يكرس ميلاد جمهورية جديدة والنظام الجزائري الجديد ووضع سياسات عمومية عاجلة كفيلة بإعادة التوزيع العادل للثروات الوطنية، وبالقضاء على كافة أوجه التهميش والاقصاء الاجتماعيين، ومنها ظاهرة الحرقة، بالإضافة إلى تعبئة وطنية فعلية ضد جميع أشكال الرشوة والفساد".
ووعد الرئيس أيضا باتخاذ إجراءات "فورية وفعالة ليصبح كل فرد من شبابنا فاعلا أساسيا ومستفيدا ذا أولوية في الحياة العامة، على جميع المستويات، وفي كل فضاءات التنمية الاقتصادية والاجتماعية"، وبمراجعة قانون الانتخابات مع التركيز على إنشاء آلية مستقلة تتولى دون سواها تنظيم الانتخابات.
وتابع قائلا إن "الالتزامات التي أقطعها على نفسي أمامكم ستقودنا بطبيعة الحال إلى تعاقب سلس بين الأجيال، في جزائر متصالحة مع نفسها"، داعيا الجميع "في هذه اللحظة إلى كتابة صفحة جديدة من تاريخنا"، وإلى "جعل من الموعد الانتخابي لـ18 أبريل المقبل شهادة ميلاد جمهورية جزائرية جديدة كما يتطلع إليها الشعب الجزائري".
وأشاد بوتفليقة بـ"التعامل المهني المثالي والراقي الذي تحلت به مختلف أسلاك الأمن، وبموقف المواطنين الذين فضلوا التعبير عن رأيهم يوم الاقتراع عن طريق الصندوق".
كما أشاد بتعامل الجيش الجزائري و"التعبئة في شتى الظروف للاضطلاع بمهامه الدستورية".
ولفت الرئيس، بحسب الرسالة، إلى أنه كله "آذان صاغية لكل الآراء التي ينضح بها مجتمعنا، وأعاهدكم هاهنا أنني لن أترك أي قوة، سياسية كانت أم اقتصادية، لكي تحيد بمصير وثروات البلاد عن مسارها لصالح فئة معينة أو مجموعات خفية".
وذكر أن الجزائر "في حاجة لاستكمال مسيرتها نحو الديمقراطية والتطور والازدهار، دون وقف المسار الذي غنمت بفضله مكاسب جمة عبر السنين".
آهات المتظاهرين
وفيما يتعلق بالحراك الشعبي الرافض لترشحه، قال بوتفليقة: "لقد نمت إلى مسامعي، وكلي اهتمام، آهات المتظاهرين، لا سيما تلك النابعة عن آلاف الشباب الذين خاطبوني في شأن مصير وطننا، غالبيتهم في عمر تطبعه الأنفة والسخاء اللذان دفعاني وأنا في عمرهم إلى الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني المجيد، أولئك شباب عبروا عن قلقهم المشروع والمفهوم تجاه الريبة والشكوك التي حركتهم".
وتابع بوتفليقة: "وإنه لمن واجبي، بل وإنها لنيتي، طمأنة قلوب ونفسيات أبناء بلدي. وإنني إذ أفعل ذلك اليوم، أفعله كمجاهد مخلص لأرواح شهدائنا الأبرار وللعهد الذي قطعناه أنا وكل رفقائي الأخيار في الملحمة التحريرية، الذين لا يزالون اليوم على قيد الحياة، بل وأقوم به أيضا كرئيس للجمهورية يقدس الإرادة الشعبية التي قلدتني مسؤولية القاضي الأول بالبلاد، بل وأيضا، وعن قناعة، بصفتي كمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة".
وقال إنه في حال فوزه بالانتخابات، فإن "علي الاضطلاع بالمسؤولية التاريخية بأن ألبي مطلبه الأساسي، أي تغيير النظام".
ويقول معارضون إن بوتفليقة لم يعد لائقا للرئاسة، مشيرين إلى تدهور صحته وما يقولون إنه انتشار للفساد وافتقار للإصلاحات لمعالجة البيروقراطية التي تعطل الاقتصاد.
وشهدت البلاد الجمعة أكبر موجة احتجاج حتى الآن، شملت خروج عشرات الآلاف إلى الشوارع، فيما قالت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن 183 شخصا أصيبوا وتوفي شخص إثر إصابته بأزمة قلبية.