رامي مالك.. طريق الأوسكار "يبدأ" من سمالوط
13:58 - 25 فبراير 2019لم يكن يدر في خلد سعيد مالك، والد رامي مالك، الذي ظفر بجائزة الأوسكار لأحسن ممثل، الاثنين، أن رحلته التي أخذته من المنيا في صعيد مصر عام 1978 إلى أميركا، ستضع ابنه على قائمة المشاهير في العالم.
ويحكي فيلم "الملحمة البوهيمية" (بوهيميان رابسودي)، دورا حقيقا -إلى حد ما- لعائلة رامي مالك، فهو يلعب في الفيلم دور "ميركري" المولود لأبوين هنديين هاجرا إلى أميركا أواخر العقد الثاني من عمره.
لكن والدي رامي في الحقيقة مصريان، هما سعيد مالك ونيللي عبد الملك، وقد هاجرا عام 1978 إلى مدينة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة، حيث ولد رامي هناك في 12 مايو 1981.
ويتحدر والد رامي بالأساس من مدينة سمالوط في محافظة المنيا، وكان يعمل مرشدا سياحيا، قبل أن يفتنه السياح الغربيون بالتوجه إلى بلاد "العم سام" رفقة زوجته التي كانت تعمل محاسبة.
وحرص سعيد مالك على تلقين أبنائه منذ نعومة أظفارهم اللغة العربية، وتعليمهم الأصول العربية، وكان يداوم على الاتصال بأهله في سمالوط لجسر الهوة التي يعيشها مع أبنائه في الغربة.
ونشأ رامي في أسرة قبطية، وتحدث العربية حتى الرابعة من عمره، وكان شغوفا منذ صغره في ابتكار الشخصيات وتقليد الأصوات، وهي الطاقة التي تفجرت لاحقا إبداعا طبق بشهرته العالم.
وعلى الرغم من أن والد رامي حلما بأن يكون محاميا في يوم ما، فإن هذا الحلم لم يتحقق، حين وجدا أن لدى ابنهما مهارات كبيرة في الدراما.
ودفعت هذه الموهبة رامي للالتحاق بجامعة إيفانسفيل في ولاية إنديانا، إذ تخرج من كلية المسرح والفنون الجميلة عام 2003، لينطلق بعدها في تمثيل الأدوار المساعدة في عدد من المسلسلات والأفلام.
وقاد الشغف بالتمثيل رامي إلى عدد من الجوائز العالمية قبل الأوسكار، من بينها غولدن غلوب عن فئة "أفضل ممثل في الدراما"، وجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "الملحمة البوهيمية".
وفي الكلمة التي ألقاها بمناسبة تتويجه بجائزة أوسكار أفضل ممثل ، تحدث مالك عن أصوله المصرية، قائلا "أنا ابن مهاجرين من مصر.. أنا أميركي من الجيل الأول.. فكرة الفيلم الذي أديت فيه دور ميركري مستوحاة من قصة الهجرة".
وأضاف "أشكر والدي على كل ما قدماه لي.. مع الأسف لا يتواجد أبي معنا ليرى ما أحققه اليوم، لكن أعتقد أنه يشعر بذلك".
وتابع "أمي تتواجد في مكان ما داخل هذه القاعة، أقول لك إنني أحبك وشكرا على كل شيء.. هذه لحظة هائلة".