شخصيات ترصد العبر الإنسانية والتاريخية لزيارة البابا
00:19 - 03 فبراير 2019عقدت "سكاي نيوز عربية" ندوة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، السبت، على هامش زيارة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى دولة الإمارات، والتي تشكل حدثا تاريخيا، بالنظر إلى مساهمتها في التقريب بين الأديان.
وشارك في الندوة التي امتدت لنحو ساعتين، الداعية الإسلامي محمد نوح القضاة، ورئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة علي النعيمي، والمؤرخ والباحث في شؤون الأديان علي النشمي، وراعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في الكويت عمانويل غريب.
وحول زيارة البابا فرنسيس للإمارات، قال غريب: "إن الزيارة تاريخية بمعنى الكلمة، لأن قرابة 4 ملايين مسيحي يعيشون في منطقة الخليج العربي".
وهنأ غريب قيادة دولة الإمارات على "تكريس التسامح من خلال هذه المبادرة النبيلة"، مبديا تقديره "لتخصيص دولة الإمارات وزارة بأكملها للتسامح، في تجربة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم".
وأشار إلى أن هذه الزيارة تبدد الأفكار الخاطئة التي تربط التعصب بالإسلام، "فيما يقتضي الإنصاف ألا يربط الناس التشدد بأي دين من الأديان".
وفي ذات السياق، قال القضاة، إن هذه الزيارة "تكتسب أهميتها التاريخية نظرا لما يحصل في العالم اليوم من فظاعات باسم الدين"، مبينا أن الصورة التي نقلت عن العالم العربي والإسلامي في الغرب "تشوبها أخطاء كثيرة، إذ لا يمثل المتشددون قيم الإسلام الحقيقية التي تحث على المحبة والتراحم".
وأثنى المفكر الإسلامي على ما تقوم به دولة الإمارات في سبيل تعزيز قيم التسامح، مذكرا بـ"محطة معبرة" قبل عدة سنوات، حين انتقل وفد من الدولة إلى بيت لحم من أجل دعم ترميم كنيسة المهد التي شهدت ميلاد السيد المسيح.
من جانبه، قال النعيمي إن دولة الإمارات "حسمت خيارها الذي انصب على نشر المحبة والتسامح، عوض أن تكون جزءا من الصراعات التي تشهدها الساحة الدولية".
وشدد على أن زيارة البابا تحظى بترحيب شعبي كبير في دولة الإمارات "لأن أبناء الدولة نشأوا على قيم التسامح المثلى، وهذا النهج ليس وليد اللحظة"، بحسب الأكاديمي الإماراتي.
وأشار النعيمي إلى حرص مؤسس دولة الإمارات الراحل، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، منذ عقود على ترسيخ ثقافة التسامح وتقبل الآخر.
وبدوره، أكد النشمي على أن "الحضارة لا تتحقق إلا حين يعم التسامح"، وضرب مثالا من الحضارة العربية والإسلامية التي استفادت من خبرات وشخصيات مسيحية.
وأشار الأكاديمي العراقي إلى دور حركة الترجمة في نقل فكر الإغريق إلى اللغة العربية، وهذا الفكر الذي ترجمته شخصيات من أديان مختلفة، هو الذي أرسى دعائم الحضارة الإسلامية في مرحلة أولى.
وشدد النشمي على أن "التعدد يعد مصدر قوة"، وهذا ما تحرص عليه دولة الإمارات التي يعيش فيها أكثر من مئتي جنسية بكل وئام وتسامح.
وتأتي الندوة التي عقدت بقرية التراث في العاصمة الإماراتية أبوظبي، على هامش زيارة البابا إلى الإمارات حيث سيشارك في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي ينطلق الأحد بمشاركة مئات الشخصيات الدينية من مختلف أنحاء العالم.