سفير إيران "يهين شهداء العراق" ويثير عاصفة غضب
21:27 - 15 ديسمبر 2018أقدم السفير الإيراني لدى العراق على تصرف غريب أثار غضب العديد من الأوساط السياسية والشعبية، عندما انسحب من حفل بمناسبة يوم النصر على تنظيم "داعش"، عندما طلب من الحاضرين الوقوف تبجيلا لـ"شهداء العراق".
وأظهر مقطع بثته وكالة "هنا العراق"، وجرى تداوله على نطاق واسع، السفير إيرج مسجدي وهو يغادر القاعة، عندما طلب مقدم الحفل الذي نظمه تحالف البناء من الحاضرين الوقوف من أجل الشهداء.
وفي تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، اعتبر النائب في البرلمان العراقي القيادي في ائتلاف النصر محمد نوري عبد ربه، تصرف السفير الإيراني "استهانة بدماء شهداء العراق الذين ضحوا بأرواحهم في الحرب ضد داعش".
وقال عبد ربه إنه "لا يجب أن يكون هذا تصرف يخرج من دبلوماسي. كان من المفترض أن يحترم المحفل الذي حضره بصفة رسمية".
وأضاف أن موقف السفير الإيراني "يعبر عن سياسة بلاده، كونه لم يحضر الحفل بشكل شخصي وإنما بصفته الرسمية".
وطالب عبد ربه الأحزاب والحكومة العراقية بعدم دعوة السفير الإيراني إلى المناسبات الوطنية مرة أخرى.
وقال مدير المركز الأحوازي للإعلام والدراسات الإستراتيجية حسن راضي لموقع "سكاي نيوز عربية" إن موقف السفير الإيراني "غريب" كون الأمر يتعلق بشهداء العراق في الوقت الحاضر.
وأوضح المعارض الإيراني أن "الحكومة الإيرانية والأحزاب الموالية لها داخل العراق لا تعتبر العراقيين الذين سقطوا في الحرب العراقية الإيرانية شهداء، لكن الجديد هو أن طهران لا تحترم أيضا هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم في الدفاع عن مصالحها".
وأضاف أن الموقف الإيراني ينم عن "إهانة كبيرة للشعب العراقي وحكومته، فطهران لا ترى الأحزاب العراقية سوى أدوات لتنفيذ مصالحها دون أدنى معايير الاحترام".
وكان النائب مثال الألوسي رئيس حزب الأمة، قد دعا في تصريحات لموقع "إرم نيوز" إلى موقف حكومي حازم تجاه تصرف السفير الإيراني، مطالبا بطرد السفير الإيراني من الأراضي العراقية، مع تقديم طهران اعتذارا رسميا.
ولم يصدر عن السفارة الإيرانية في العراق أو وزارة الخارجية في طهران أي توضيح بشأن تصرف السفير المثير للجدل.
وأثار الموقف غضبا شعبيا عكسته تغريدات ومنشورات العراقيين في وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال عماد شاكر في تغريدة: "هذه إهانة لكل شهداء العراق ومسؤوليه من دولة لا تحترم أحدا"، فيما رأى مؤمل العراقي أن تصرف السفير "دليل قاطع على نظرة الإيرانيين للشهداء العراقيين وللعراق عامة".
واعتبر ظاهر الخرسان أن "السفير الإيراني يرى نفسه أكبر من أن يؤمر بالوقوف لشهداء بلد غير بلده، وهذه هي العنصرية الفارسية".