محمد بن زايد يفتتح "منطقة الحصن" التاريخية
10:48 - 06 ديسمبر 2018افتتح ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأربعاء، "منطقة الحصن" وسط العاصمة أبوظبي، وذلك بعد إنجاز مشروع الترميم والتجديد للموقع الذي يعد وجهة تاريخية وثقافية.
وتضم منطقة الحصن أربعة مكونات مترابطة هي "قصر الحصن" و "المجلس الاستشاري الوطني" و "المجمع الثقافي" و"بيت الحرفيين"، وأنجزت دائرة الثقافة والسياحةــأبوظبي مشروع صيانتها وترميمها وتجديدها.
ويمثل "قصر الحصن" انطلاقا من موقعه وسط مدينة أبوظبي، اللبنة الأساسية للكتلة الحضرية التي توسعت منها المدينة بوتيرة متسارعة لتتحول من منطقة استقرار اعتمدت على صيد الأسماك واللؤلؤ إلى إحدى أروع المدن العالمية الحديثة .
وقال الشيخ محمد بن زايد إن "منطقة الحصن تروي فصولا من تاريخ إمارة أبوظبي العريق حيث بنى الآباء والأجداد هذا المعلم بعزيمة قوية وإرادة صلبة"، مشيرا إلى أنه "من خلال تعاضدهم وتكاتفهم ووقوفهم صفا واحدا وبفضل تضحياتهم العظيمة ننعم اليوم بدولة عصرية لها مكانتها المرموقة بين الأمم".
وأعرب عن سعادته وفخره بافتتاح هذا الصرح الوطني المهم بعد إعادة ترميمه والذي "يجسد أحد المعالم التاريخية لمجتمعنا العريق وتراثه الغني نستلهم منه قيم الأجداد والمؤسسين نستحضر قصصهم الملهمة وننقل إرثهم وثقافتهم وقيمهم وحضارتهم للأجيال القادمة".
وتجول الشيخ محمد بن زايد والحضور في منطقة الحصن، وتعرفوا من رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، محمد خليفة المبارك، حول الترميم والتجديد الذي أدخل لقصر الحصنن الذي تحول إلى متحف يسرد المحطات التي مرت بها أبوظبي عبر التاريخ.
كما زاروا معرض "الفنانون والمجمع الثقافي: البدايات"، الذي يعرض بين أركانه مجموعة من الأعمال المتميزة لفنانين إماراتيين، إضافة إلى "بيت الحرفيين"، الذي يسلط الضوء على الحرف اليدوية التقليدية في الدولة.
وتخلل حفل الافتتاح عرض ضوئي سردي على جدران "قصر الحصن" و"المجمع الثقافي" والساحة الممتدة بين المبنى التراثي لقصر الحصن ومبنى التراث الحديث للمجمع الثقافي، حيث شهد الحضور عرضا سمعيا وبصريا في مسرح صمم لهذه المناسبة.
ويتسع المسرح لـ500 مقعد، حيث تم تحريك المسرح 200 درجة ليرى المشاهد منظرا شاملا لموقع الحصن، بجانب الرسومات والخرائط التي استخدمت في العرض مع الأداء الحي على وقع الموسيقى الأصلية والسرد المرافق للحصن.
وقدم حفل الافتتاح مشاهد حول تراث الدولة والقصص المرتبطة بقصر الحصن من خلال العرض الأدائي والصور المعكوسة على شاشة العرض في توظيف يرمز إلى استمرار الارتباط بالتراث والتاريخ العريقين، بعدها عاش الجمهور في العرض التالي رحلة الانتقال من الصحراء إلى الساحل وتطور المكان.
وقدم ممثلو العرض مشهدا لانتقال قبيلة بني ياس إلى جزيرة أبوظبي وتكوين أول مجتمع مستقر فيها متتبعين بذلك خطى الأجداد لتصوير الرحلة الأصيلة إلى قصر الحصن، بينما عبرت الخلفية من الرسوم والخرائط المبتكرة على جدران قصر الحصن عن الوظائف المتغيرة للحصن.
ويعد قصر الحصن أقدم صرح تاريخي في مدينة أبوظبي فيما يضم بناءين هامين هما "الحصن الداخلي"، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1795 تقريبا، والذي تم بناؤه ليكون برج مراقبة لتوفير الحماية للتجمع السكاني على الجزيرة والذي وثقت نشأته لأول مرة خلال ستينات القرن الثامن عشر و"القصر الخارجي" الذي بني خلال فترة الأربعينات من القرن الماضي.
ولا يزال القصر شاهدا حيا على محطات أبوظبي عبر التاريخ فيما كان هذا الصرح العريق على مدى قرنين ونصف مقرا للحكم والأسرة الحاكمة وملتقى للحكومة الإماراتية ومجلسا استشاريا وأرشيفا وطنيا.
وتحول القصر إلى متحف بعد انتهاء أعمال الترميم والصيانة ليسرد تطور أبوظبي من منطقة لاستقرار القبائل، التي اعتمدت على صيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ في القرن 18 إلى إحدى أروع المدن العالمية الحديثة.