مطار إسطنبول الجديد.. أرقام مرعبة لحوادث مميتة
09:54 - 05 ديسمبر 2018لطالما تفاخر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بمشروع المطار الثالث في إسطنبول، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي الحكومة، بعد الكشف رسميا عن أرقام الحوادث المميتة التي وقعت بداخله.
وكشف النائب التركي عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، علي شاكر، عن أرقام مرعبة وثقت عدد الحوادث المميتة التي وقعت في مطار إسطنبول الثالث الذي تم افتتاحه في نهاية أكتوبر الماضي.
ونشر النائب عن أكبر أحزاب المعارضة الأرقام، التي تلقاها من مكتب التأمين الاجتماعي المحلي في إسطنبول، حيث أدت عمليات بناء مطار جديد في إسطنبول إلى وقوع 52 حادثا مميتا طوال الخمسة أعوام الماضية، وفقا لصحيفة "أحوال" التركية.
ويعد مشروع المطار الجديد بمثابة محاولة للتغطية على الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي بدأت فصولها منذ فترة طويلة في تركيا، إذ لجأت الحكومة إلى حملات دعاية لمشاريع ضخمة لكي تكون حائلا بينها وبين الغضب الشعبي.
وفي 29 أكتوبر الماضي، افتتح الرئيس التركي المرحلة الأولى من المطار، ووصف المشروع بأنه رمز لقوة تركيا في أوقات الهجمات الاقتصادية.
وأعلن أردوغان، خلال المراسم أن اسم المطار الجديد هو "مطار إسطنبول"، مضيفا: "المطار سيكون مفخرة لبلادنا بعمارته وتشييده وتشغيله وتمويله، ومشروعا نموذجيا في العالم".
وتابع: "نتطلع لإنهاء جميع مراحل مطار إسطنبول بحلول 2028، لذلك فإن مطارنا سيواصل النمو في العشرة أعوام المقبلة".
احتجاجات العمال
وبرغم الضجة التي أحاطت بإنشاء المطار الجديد والخطط الطموحة لجعله الأكبر في العالم، فقد شاب المشروع إضرابات بسبب ظروف العمل غير الآمنة.
ففي سبتمبر الماضي، استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق احتجاجات العمال بالإضافة إلى اعتقال العشرات، حيث تركزت الاحتجاجات في موقع البناء بسبب ظروف معيشية مزرية والعديد من الحوادث القاتلة.
وشددت السلطة التركية الخناق على العمال، الذين أضربوا في مطار إسطنبول الجديد بسبب تردي ظروف العمل، واعتقلت العشرات منهم ومن النقابيين الذين تظاهروا دفاعا عنهم.
واحتجزت قوات الأمن قرابة 500 عامل بعد يوم من إضراب العمال في المطار، الذي لم يكتمل بسبب ظروف العمل غير الآمنة.
كما احتجزت الشرطة أكثر من 50 شخصاً، بما في ذلك النقابيين العماليين المحليين الذين خرجوا إلى شوارع إسطنبول وأنقرة تضامنا مع عمال المطار المضربين.
يشار إلى أن احتجاجات العمال بدأت بعد حادث حافلة مخصصة لتوصيلهم إلى الموقع، مما أسفر عن إصابة 17 عاملا.
وكان العمال يشكون منذ وقت طويل من ظروف العمل به، بما في ذلك الأجور والغذاء والمساكن ومعايير السلامة، وشبهته نقابات عمالية بالمعتقل.