تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز.. جعجعة جديدة بلا طحين
01:56 - 05 ديسمبر 2018عادت إيران، مؤخرا، إلى التهديد بإرباك الملاحة في مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره قرابة ثلث إجمالي صادرات النفط المنقولة بحرا.
وهدد روحاني في كلمة أدلى بها في محافظة سمنان ونقلها التلفزيون بإغلاق المضيق وقال إنه "على أميركا أن تعلم ...أنها غير قادرة على منع تصدير النفط الإيراني".
ويلعب المضيق، الذي يقع عند جنوب الخليج، دورا حيويا في إمدادات الطاقة العالمية.
وكان روحاني أدلى بتهديدات مشابهة في السابق، خاصة بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتقليص صادرات إيران من النفط لصفر.
ويرى الباحث في الشؤون الإيرانية، محمد الزغول، أن تهديدات روحاني ليست إلا محاولة من طهران لرفع أسعار النفط عبر إثارة القلق والإيحاء بوجود توتر محدق بالأسواق.
ويوضح الزغول في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" أن إيران تراهن على هذه التهديدات في الوقت الذي تواجه فيه عقوبات شديدة من الإدارة الأميركية منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في مايو الماضي.
ويضيف أن إيران تواجه مصاعب نفطية على مستويين اثنين خلال الوقت الحالي، فالأسعار تسجل انخفاضا، والعقوبات الأميركية تمنع أغلب دول العالم من شراء النفط الإيراني.
ويشير الباحث إلى أن إيران تريد أن تؤدي هذه التهديدات إلى زيادة سعر النفط، لأن من شأن هذا الانتعاش أن يعود بالنفع على خزينتها التي تواجه أزمة غير مسبوقة.
ويستبعد الباحث أن تترجم إيران وعيدها إلى أفعال، فهي لا تنوي ذلك أساسا، وكل ما تعتزم القيام به هو التأزيم السياسي والأمني في الحدود القصوى أما المواجهة فهي غير واردة.
ويورد الزغول أن إيران مقبلة على سيناريو اقتصادي قاتم، ففي الوقت الذي تراهن موازنة السنة المالية الحالية في إيران على صادرات نفطية بمعدل 2.5 مليون برميل يوميا، لا ترجح موازنة السنة المقبلة سوى 1.5 مليون برميل، وهذا الرهان في غير محله أيضا.
ويوضح الباحث أن تقديرات موضوعية ترجح ألا تتجاوز صادرات إيران النفطية 700 ألف برميل في اليوم خلال العام المقبل وهو ما يعني أن الخزينة الإيرانية ستكابد مزيدا من الشح.
ويخشى النظام الإيراني أن تؤدي الظروف الاقتصادية الكارثية إلى انتفاض الشارع مجددا، لاسيما أن شركات غربية كبرى غادرت البلاد أو أوقفت التعاون مع طهران بسبب التهديدات الأميركية.
ويرجح الزغول أن توصل إيران سلوكها العدائي، فضلا عن الإيعاز لوكلائها في المنطقة بإشعال المزيد من الأزمات، لكن هذا السلوك لن يحقق عائدا مفيدا لطهران.
ولا يستبعد الباحث أن تضطر إيران إلى الخضوع والجلوس مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات إذا صمدت العقوبات الأميركية على إيران خلال العام المقبل.