نفوق أسماك العراق.. الحكومة تستبعد "التسميم" والتحقيق مستمر
06:20 - 06 نوفمبر 2018لا يزال مسؤولون وباحثون عراقيون يحققون في نفوق أطنان من سمك الشبوط، الذي يعيش في المياه العذبة جنوبي بغداد، مما سبب أزمة بيئية كبيرة وخسائر مادية فادحة.
وغطت الآلاف من السمك الفضي اللون سطح نهر الفرات في الأيام القليلة الماضية، في كارثة عانى منها مزارعو أسماك الشبوط، الذي يستخدم في إعداد طبق "المسكوف" الشعبي الذي يشتهر به مطاعم بغداد.
واستبعد مسؤولو الزراعة تسميم الأسماك عمدا، بعد انتشار شائعات عن عمل غير قانوني لم تتحدد طبيعته، لكن أسباب نفوق هذا الكم الهائل لم تضح بعد.
وكانت المزارع السمكية الأكثر تضررا في محافظة بابل إلى الجنوب من بغداد، حيث ألقى المزارعون أسماكهم النافقة في نهر الفرات مطلع الأسبوع.
وقال صاحب مزرعة أسماك يدعى محمد علي حمزة الجميلي، في المُسيبعلى، بعد حوالي 70 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد: "العمال هنا لم يعد لديهم عمل. الأسماك النافقة بالأطنان خسرنا تعب سنة كاملة عمال وعلف".
وفي حين تقوم حفارات بانتشال الأسماك النافقة، حذر الجميلي من أن الأسعار قد تتضاعف إلى 10 آلاف دينار (8.43 دولار) للكيلو بعد هذه الخسائر.
وقال: "نطالب الدولة بتعويض كافة المزارعين حتى تستمر عملية إنتاج الأسماك. كما ترى تضررنا بشكل كبير".
ولا يزال سبب نفوق السمك غير معروف، إذ يقول الصيادون إن تلوث المياه وراء الكارثة بينما يرى مسؤولو الزراعة إن ذلك يرجع لمرض تعفن الخياشيم، وهو مرض بكتيري ينجم عن انخفاض مستوى الأوكسجين في الماء.
وقالت وزارة الزراعة في بيان، الأحد، إن المرض ينتشر سريعا وسط أسماك الشبوط بسبب الكثافة العالية للأسماك في الأقفاص، وإن تراجع تدفق المياه في نهر الفرات أسهم في ذلك أيضا.
وقال وكيل وزير الزراعة مهدي ساري الجبوري: "قرب المسافات بين الأقفاص العائمة بالإضافة إلى كثافة التربية الموجودة في هذه الأقفاص، هذه كانت أحد الأسباب بالإضافة إلى ركود المياه الموجودة نتيجة انخفاض مناسيب المياه الواردة إلينا في نهر الفرات من تركيا".
وأضاف: "بالتالي أصبح النهر في تلك المناطق على شكل بحيرة مياه راكدة، فتسببت هذا بنقص الأوكسجين ونفوق هذه الأعداد الكبيرة من الأسماك".
ويزيد ارتفاع درجة الحرارة وإقامة سدود على نهري دجلة والفرات، مع زيادة الأنشطة الزراعية، الضغط على موارد المياه الشحيحة في العراق.
ويتدفق نحو 70 بالمئة من موارد المياه للعراق من دول مجاورة، حيث ينبع نهرا دجلة والفرات من تركيا.
ويتهم العراق تركيا، وبدرجة أقل سوريا، بتقطيع أوصال نهر الفرات بإقامة سدود كهرومائية عليه تحد من تدفق الماء وتضر بالقطاع الزراعي العراقي، الذي يعاني بالفعل بسبب الحروب إلى جانب والإهمال.