جولة سياحية في المغرب.. زخم حضاري وثقافي ومناطق خلابة
10:25 - 01 نوفمبر 2018يستقبل المغرب ما يفوق عشرة ملايين من السياح كل سنة وسط رهانات اقتصادية من الحكومة، فهذا النشاط ينعش عددا من الصناعات كما يدخل نصيبا لا يستهان به من العملات الأجنبية إلى المملكة، لكن مراقبين يرون أن بوسع البلاد أن تستقطب عددا أكبر من الضيوف لو تحققت بعض الأمور اللوجستية والتسويقية.
وتعتمد السياحة في المغرب على التنوع الحضاري بالنظر إلى العدد الكبير من الإمبراطوريات والدول التي تعاقبت على حكم البلاد منذ آلاف السنين، كما أن الموقع الجغرافي يشكل عنصرا مساعدا إذ تطل المملكة على واجهتين بحريتين (البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي).
وموازاة مع السواحل، تمتد السلاسل الجبلية من الشمال حتى الجنوب فيما يتباين الطقس، فيجد الزائر منطقة دافئة وأخرى باردة إلى جانب مناطق كثيرة معتدلة.
زخم التاريخ في فاس
إذا أراد السائح مثلا أن يكتشف زخم التاريخ فإن الجدير به هو أن يزور مدينة فاس وسط البلاد، ففي هذه الحاضرة العريقة تأسست أول دولة إسلامية في المغرب منذ أكثر من 1200 سنة، أما إذا كان ممن يعشقون مآثر الرومان فإنه سيجد ضالته في مدينة وليلي الأثرية نواحي مكناس.
وفي حال اشتد البرد، فالأنسب هو التزحلق على الثلج في مدينة إفران الشهيرة بشجر الأرز، وعندما يحين الصيف يشد الزوار رحالهم في الغالب صوب الشواطئ ليحظوا بأجواء استجمام على الرمال الذهبية.
ويقصد أغلب السياح الذين يزورون المغرب مدينة مراكش في جنوب البلاد، فهذه المدينة تشهد أيضا على تاريخ طويل وتمتاز بطابعها المعماري الفريد ذي اللون الأحمر، ولذلك سميت بالمدينة الحمراء أو عاصمة النخيل بالنظر إلى كثرة السعف، وبحكم كثرة الزوار تحولت هذه الحاضرة إلى عاصمة السياحة في البلاد ويقضي الكثير من مشاهير العالم احتفال رأس السنة في المدينة.
وثمة مواقع شهيرة تجذب الزوار إلى مراكش، مثل ساحة "جامع الفنا" التي تقدم عروضا من التراث تتنوع بين الغناء والرقص والمسرح الشعبي إلى جانب مطاعم تقليدية تقدم وجبات محلية مثل الطنجية، وفي مقابل هؤلاء يصطف باعة عصير البرتقال الذين يمازحون الزبائن ويجسدون قيم الضيافة العريقة بالبلاد.
المطبخ المغربي
ويقدم المطبخ المغربي تجربة فريدة لزوار البلاد، وتتنوع الأطباق باختلاف المناطق ففي الجنوب الشرقي مثلا لا تكتمل الرحلة دون تذوق أكلة "المدفونة"، وهذا الطبق يتضمن شطيرة خبز محشوة بالكفتة أما في مدن الساحل مثل تطوان والحسيمة فأطباق السمك هي الأشهر وفي مدن عتيقة مثل فاس ومكناس حيث يقدمُ فطور دسم من لحم مرقد والبيض المقلي وهكذا تطول القائمة وتكثر صنوف الطعام.
11 مليون سائح في 2017
وبحسب أرقام رسمية في المغرب، استقبلت البلاد قرابة 11.3 مليون سائح خلال العام الماضي أي بزيادة قدرها عشرة في المائة مقارنة بالعام 2016، ويساهم هذا القطاع بسبعة في المئة من الناتج المحلي كما يضمن 530 ألف وظيفة مباشرة لاسيما في مجال الفندقة والصناعة التقليدية، وتقول وزارة السياحة في البلاد إنها تراهن على جلب المزيد من السياح كما تعمل على تخفيف الاعتماد على بعض السياح التقليديين مثل أوروبا.
ويشكل الأوروبيون النسبة الأكبر من السياح في المغرب ويرتفع عدد هؤلاء الزوار بفعل عوامل جغرافية وثقافية وتاريخية، فالمملكة تقع على بعد كيلومترات قليلة من القارة العجوز وتربط طائرات منخفضة التكلفة بين مطارات أوروبا والمملكة بشكل يومي، ولأن فرنسا أخضعت المغرب للحماية طيلة عقود (1912-1956) فإن السائح يجد مرونة في التواصل حين يزور البلاد، وينصب الاهتمام في الوقت الحالي على زوار بلدان مثل الصين واليابان وروسيا.