السعودية تطلق "مسام".. مشروع ضخم لنزع الألغام في اليمن
18:31 - 25 يونيو 2018أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الاثنين، المشروع الضخم لنزع الألغام في اليمن "مسام"، بحضور عدد من المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي المنظمات الدولية الإنسانية.
وقال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال، عبد الله بن عبدالعزيز الربيعة، "كان وما زال دعم أشقائنا في اليمن في مقدمة أولويات المملكة عبر عقود من الزمن، تأكيدا على روابط الجوار والدين واللغة والعلاقات الاجتماعية والأسرية بين الشعبين السعودي واليمني".
وأوضح الربيعة أن مركز الملك سلمان للإغاثة قدم 262 مشروعا إنسانيا وإغاثيا في اليمن، تعدت كلفتها الإجمالية مليار و600 مليون دولار أميركي، توزعت على مشاريع الأمن الغذائي والصحي والإيوائي والدعم المجتمعي والتعليم، وغيرها من البرامج الإغاثية المهمة.
وفيما يتعلق بـ "المشروع السعودي لنزع الألغام" (مسام)، قال الربيعة إن كوادر سعودية وخبرات عالمية، تعمل من خلاله على إزالة الألغام بكافة أشكالها وصورها، التي زرعتها الميليشيات بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية، وخصوصا محافظات مأرب وعدن وصنعاء وتعز.
وأضاف: "تم حتى الآن حصر ما تعداده أكثر من 600 ألف لغم في المناطق التي تم تحريرها من المليشيات الانقلابية، بالإضافة إلى 130 ألف لغم بحري مضاد للزوارق والسفن، وهي من الألغام المحرمة دوليا، و 40 ألف لغم في محافظة مأرب، و16 ألف لغم في جزيرة ميون" .
وأوضح أنه بحسب تقارير صدرت عن الحكومة اليمنية منذ شهر ديسمبر عام 2014 حتى شهر ديسمبر لعام 2016، فقد تم تسجيل ما مجموعه 1539 قتيلا ومصابا جراء ما تم زراعته من ألغام لأكثر من 3 آلاف من العسكريين، ومن المدنيين والنساء والأطفال، تسببت بإعاقات دائمة وكلية لأكثر من 900 شخص.
كما تم تسجيل أكثر من 615 قتيلا منهم 101 من الأطفال و 26 امرأة، فيما بلغت الإصابات 924 إصابة بينهم 10 أطفال و36 امرأة، بينما ما تم تسجيله في محافظة تعز وحدها 274 حالة بتر لأطراف وإعاقات دائمة منهم 18 حالة لفقدان البصر.
وأشار الربيعة إلى أنه في خلال عام واحد فقط، سجل البرنامج الوطني لنزع الألغام عددا كبيرا من الضحايا والإصابات، فقد وصل عدد ضحايا الألغام في كل من محافظات عدن ولحج وأبين وتعز 418 ضحية، في حين أنه تم في نفس الفترة تسجيل 1775 إصابة، وسجل في كل من محافظتي الجوف ومأرب 380 ضحية و 512 إصابة.
وتابع: "قمنا من خلال مركزنا للأطراف الصناعية بمحافظة مأرب بتركيب 305 أطراف اصطناعية لأكثر من 195 ضحية تعرضت لبتر بأحد الأطراف بسبب هذه الألغام، فهي تستهدف النساء والأطفال الذين يشكلون أغلب ضحاياها، وقد قام المركز بتوفير العلاج والتأهيل اللازم لعدد كبير من المصابين الذين تراوحت أعمارهم مابين 12 و 72 عاما".
وأوضح الربيعة أن السعودية قدمت لليمن مساعدات خلال السنوات الثلاث الماضية بقيمة تجاوزت 11 مليار دولار أميركي، تنوعت بين مساعدات إنسانية وأخرى لدعم اللاجئين، ومساعدات تنموية لدعم الاقتصاد والبنك المركزي اليمني وغيرها من المساعدات.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، عن شكر الحكومة اليمنية والشعب اليمني إلى حكومة المملكة السعودية، قائلا: "لقد تسبب الانقلابيون الحوثيون من خلال الحرب التي أشعلوها، ونتيجة نهبهم لموارد الدولة في المناطق التي يسيطرون عليها، بكارثة إنسانية كبيرة، وهم يسعون من وراء تردي الوضع الإنساني لتحقيق مآرب سياسية وحشد الرأي العام العالمي ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية بهدف تثبيت الانقلاب وفرض الأمر الواقع".
وأكد اليماني أن زراعة الألغام هي إحدى الوسائل التي انتهجتها المليشيات الانقلابية لمعاقبة الشعب اليمني وزيادة معاناته وهي من الانتهاكات المجرمة في القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات المرتبطة به ومنها اتفاقية أوتاوا لحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد.
ألغام حوثية بدعم إيراني
وأوضح اليماني أن المليشيات الانقلابية ابتكرت ألغاما متفجرة فردية ومموهة وارتجالية IED متنوعة الأغراض والأهداف، بما فيها العبوات المتفجرة الارتجالية بواسطة أجهزة الراديو بعضها قادمة بشكل مباشر من إيران (كما ورد في تقرير فريق خبراء مجلس الأمن لعام 2017.
وأكد أن الإحصائيات الأولية تشير إلى أن المليشيات الحوثية زرعت حوالي مليون لغم في أنحاء متفرقة من اليمن.
أما الألغام البحرية، فقد تشكل بدورها خطرا كبيرا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر مستقبلا. وقال اليماني في هذا الصدد: "يحتاج الامر وبشكل عاجل إلى جهود إنسانية دولية ضخمة لنزع تلك الألغام وتطهير الأرض اليمنية وسواحلها من تلك الألغام، وتحييد خطرها وإعادة روح الحياة إلى الأراضي اليمنية المحررة من قبضة المليشيات الحوثية".
أما الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية، فلاديمير كوفشينهوف، فشدد على ضرورة أن تقوم المؤسسات المكلفة بتقديم المساعدة وتوفير الحماية، "بتلبية مستوى توقعات العالم".
وقال: "يجب أن نقدم نتائج وتوصيات ملموسة بخصوص سبل تحسين آليات مكافحة الألغام في اليمن وغيرها من الدول".
ونوه المسؤول الدولي بالمملكة، ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة، الذي أسهم مساهمة كبيرة في الجهود الرامية لحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم الجسدية والنفسية الناتجة عن الألغام.
وتابع: "إننا في المنظمة الدولية للحماية المدنية – وبالتماشي مع اختصاصنا للعمل على حماية المجتمعات من الكوارث الطبيعية والكوارث الناتجة عن عمل الإنسان، مستعدون للانضمام إلى جهود تحسين حماية المدنيين في اليمن من الدمار الناتج عن الألغام".