إسرائيل وإيران والحرب المحتملة.. مقارنة في العدة والعتاد
21:40 - 21 مايو 2018بين نقاط قوة وضعف تترواح القدرات العسكرية لإسرائيل وإيران، في ظل مواجهة بين القوتين يراها البعض وشيكة، فيما ينفي البلدان احتمالية وقوع حرب مباشرة بينهما.
وقارنت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية بين قدرات جيشي إسرائيل وإيران، مرجحة كفة الأولى من حيث التكنولوجيا، والثانية من حيث التعداد والظروف الجيوسياسية.
ووفقا لموقع "غلوبال فاير باور" الذي نقلت عنه الصحيفة، فإن تعداد الجيش الإيراني يبلغ 934 ألف جندي بما في ذلك قوات الاحتياط، مقابل 615 ألف جندي في الجيش الإسرائيلي.
لكن في حالة الحرب، بإمكان إيران استدعاء المواطنين من الشريحة العمرية القادرة على القتال، وهم أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 84 مليونا، مما يشكل تفوقا كاسحا مقارنة بـ3.6 مليون شخص مؤهل للحرب في إسرائيل.
لكن محللين عسكريين يرون أن تفوق إسرائيل التكنولوجي يصب في مصلحتها، بوقت أصبحت الحروب تعتمد بشكل أكبر على العلم والتقنيات الحديثة.
كما تسجل إسرائيل تفوقها بالآليات العسكرية برا والطائرات الحربية جوا، حيث تمتلك 2700 دبابة ومركبة مدفعية مقابل 1600 فقط لإيران، و600 طائرة مقاتلة ومروحية هجومية مقابل 500 في سلاح الجو الإيراني.
لكن المحللين يرون أيضا أن إيران قادرة على حشد وتجنيد ميليشيات بالوكالة، يمكن أن تضيق الخناق على إسرائيل عسكريا وتستهدف المناطق الإستراتيجية لديها.
وتبقى قدرة إيران على تجييش وتدريب قوات وكيلة لها في عدد من دول الشرق الأوسط، مثل اليمن ولبنان والعراق وسوريا، أكبر قوة في مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي.
الهلال الشيعي
رسميا، تقول إسرائيل إن إيران تقود أكثر من 80 ألف مسلح تابع لها في سوريا، تلقوا تدريباتهم على يد قوات الحرس الثوري، وتمدهم بالأسلحة الثقيلة عن طريق ما يسمى "الهلال الشيعي"، الممتد من إيران إلى لبنان عبر العراق وسوريا.
وفي حال نشب الصراع العسكري المحتمل، فإن إيران قد تفتح النار في وجه إسرائيل من أكثر من جبهة، عن طريق الميليشيات التابعة لها في لبنان وسوريا والعراق، التي تمتلك صواريخ إيرانية الصنع طويلة ومتوسطة المدى، مما قد يشكل طوقا خانقا على إسرائيل.
وحسبما يقول خبير في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، فإن "إيران تستثمر في إضافة تحسينات نوعية فيما يتعلق بدقة وقدرة صواريخها التدميرية. وتحولت طهران إلى مركز لإنتاج الصواريخ وإمداد الوكلاء بها، مثل حزب الله وقوات النظام السوري".
وتمتلك إيران حوالي 16 نوعا من الصواريخ متوسطة وطويلة المدى، إما أنتجت بالفعل أو في قيد التطوير، بمدى يصل إلى أكثر من ألفي كيلومتر مثل صاروخ "خرمشهر"، الذي يعد منافسا لصاروخ "أريحا 2" الإسرائيلي، رغم تفوق الأخير في المدى.
ورغم أن الميليشيات الوكيلة لإيران تعد الفرصة الأقوى للبلد لشن هجمات على إسرائيل، فإن الأخيرة ومعها الولايات المتحدة لا تستبعدان توجيه هجمات تنفذها قوات إيرانية مباشرة، ربما من الداخل السوري.
وحسب رأي اللواء السابق في الجيش الإسرائيلي ياكوف عييش، فإن على إسرائيل "أن تأخذ هذا (شن هجمات إيرانية مباشرة) في الحسبان. ليس من الضروري أن تكون حملة عسكرية، ربما تكون طائرة دون طيار أو صاروخ أو نظام دفاع جوي".
وأضاف عييش: "إنها لعبة جديدة تماما".
وشهدت الأسابيع الماضية تصعيدا عسكريا غير مسبوق بين إسرائيل وإيران عبر سوريا، حيث تبادلت قوات البلدين توجيه ضربات على أهداف تابعة للأخرى، في تطور لمح إلى مواجهة وشيكة.
ويقول عييش: "على قادة المنطقة ألا يعتبروا ما حدث هو النهاية. سأكون في غاية الدهشة لو استسلمت إيران بسهولة".
وحسب اللواء الإسرائيلي المتقاعد ياكوف أميدرور، فإن سبب التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، شحنات الصواريخ والمعدات العسكرية المتطورة التي ترسلها إيران إلى وكلائها في سوريا في أبريل الماضي.