الإمارات.. لاعب رئيسي في سباق التكنولوجيا العالمي
10:59 - 05 مايو 2025
تسير دولة الإمارات العربية المتحدة بخطى حثيثة نحو ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية صاعدة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، واضعة الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة في صميم استراتيجياتها الوطنية.
بينما تمثل العلاقات مع واشنطن حجر زاوية، لا سيما أن تعزيز الشراكات مع الولايات المتحدة يفتح آفاقاً واسعة للوصول إلى أحدث ما أنتجته العقول الأميركية في مجالات التكنولوجيا والبحث والتطوير.
وتتجه الأنظار إلى مرحلة جديدة من الشراكة الإماراتية الأميركية في قطاع التكنولوجيا، حيث تخطط مجموعة G42 الإماراتية لضخ استثمارات بمليارات الدولارات في الأسواق الأميركية، بحسب تقارير حديثة؛ في خطوة تعكس الطموح الإماراتي للعب دور محوري في صناعة الذكاء الاصطناعي عالمياً. في الوقت نفسه، تدرس واشنطن تخفيف القيود المفروضة على صادرات رقائق إنفيديا المتقدمة إلى الإمارات.
بحسب "بلومبيرغ"، فإن الولايات المتحدة تدرس تخفيف القيود المفروضة على مبيعات شركة إنفيديا إلى الإمارات، وذلك نقلاً عن مصادر مطلعة على الأمر، قالوا إن:
- الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يعلن عن بدء العمل على صفقة الرقائق الثنائية خلال رحلته المقبلة إلى الخليج.
- لم يُحسم أي شيء رسمياً بعد.
- النقاش حول قواعد تجارة أشباه الموصلات للإمارات العربية المتحدة ودول أخرى لا يزال مستمراً في واشنطن.
- المحادثات حول تعديل القيود المفروضة على شرائح الذكاء الاصطناعي للإمارات تحديداً تكتسب زخمًا في كل من وزارة التجارة والبيت الأبيض.
ومن المقرر أن يزور ترامب الإمارات العربية المتحدة في إطار جولة أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط من 13 إلى 16 مايو.. وفي تلك الرحلة، يعتزم الرئيس الأميركي التأكيد على أن الإمارات حليف طبيعي لأميركا، وقد استثمرت بشكل كبير في الولايات المتحدة، وفقاً للمصادر ذاتها.
ويضيف التقرير أنه من المتوقع ضخ استثمارات إضافية بقيادة الإمارات العربية المتحدة في قطاع التكنولوجيا الأمريكي خلال الأشهر المقبلة، وفقًا لمصادر مطلعة.
- في إطار محادثات أوسع نطاقًا بشأن الوصول إلى الرقائق، أفاد بعض مسؤولي ترامب بأنهم طرحوا فكرة السعي لاستثمار إماراتي أكبر في شركة إنتل، والتي تُعدّ محور جهود الحكومة الأميركية لتصنيع المزيد من أشباه الموصلات على الأراضي الأميركية.
- مناقشات الإدارة الأميركية بشأن إدراج إنتل في صفقة محتملة مع الإمارات العربية المتحدة لا تزال داخلية وفي مراحلها الأولى.
ترقب
في السياق، يشير أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى أن:
- الأوساط التقنية في دولة الإمارات تترقّب ما يُمكن أن يشكّل تحولاً نوعياً في مسار تطورها الرقمي، مع دراسة الولايات المتحدة تخفيف القيود على تصدير رقائق "إنفيديا" المتقدمة إلى الدولة.
- يأتي هذا التوجه ليعزز طموحات الإمارات في مجالي الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة، في إطار "استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031.
- الرقائق المعنية، مثل H100 وA100، تُعد من بين الأهم عالمياً في تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتعلم العميق، وتطبيقات تحليل البيانات المعقدة.
- إذا ما أُتيحت للإمارات، فسيكون لذلك تأثير مباشر في تسريع جهود مؤسسات بارزة مثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي تسعى لتطوير نماذج لغوية عربية منافسة عالميًا، وشركة G42 الرائدة في الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة.
ويضيف: كما ستعزز هذه الرقائق من كفاءة البنية التحتية لمراكز البيانات التابعة لتلك الجهات وغيرها، مما يفتح آفاقاً جديدة في مجالات مثل الرعاية الصحية الذكية، التنبؤ بالمناخ، تحليل البيانات الجينومية، والصناعات القائمة على النمذجة الحاسوبية.
ويمثل القرار، إن تم إقراره، إشارة ثقة بالبيئة التكنولوجية المتطورة في دولة الإمارات، ويفتح الباب لتوسيع الشراكات مع عمالقة التكنولوجيا العالميين، ما يعزز مكانة الدولة كمركز إقليمي للبحث والتطوير والابتكار، بحسب العمري.
من جانبه، يقول استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في G&K، عاصم جلال، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
- تحتاج الإمارات إلى رقائق "إنفيديا" المتطورة لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المحلية بدلاً من الاعتماد الكامل على خدمات الحوسبة السحابية الأجنبية للنماذج العملاقة.
- امتلاك هذه الرقائق يتيح للإمارات بناء طاقتها الحسابية الخاصة، مما يعزز سيطرتها على بياناتها ونماذجها، ويقلل الاعتماد على مزودي خدمات سحابية خارجية قد تثير مخاوف أمنية وخصوصية. ا
- لإمارات أطلقت نموذجها اللغوي المفتوح المصدر "فالكون" وتسعى لتطوير بنيتها التحتية الحاسوبية لتدريب وتشغيل نماذج متقدمة داخلياً، ما يدعم استقلاليتها التقنية ويعزز قدراتها البحثية والتطبيقية في الذكاء الاصطناعي.
ويضيف: "الاعتماد على الحوسبة السحابية رغم أهميته، يواجه تحديات أمنية وخصوصية، لا سيما في حفظ البيانات الحساسة، ما يدفع الدول لتطوير مراكز بيانات وسياسات أمان متقدمة".
ويشدد على أن رقائق "إنفيديا" المتطورة توفر تمكيناً أساسياً للإمارات لتطوير نماذج محلية قوية، تدعم طموحاتها في الذكاء الاصطناعي وتقلل الاعتماد على البنية التحتية السحابية الخارجية.
توسع في الولايات المتحدة
وفي موازاة هذه التحركات، لا تقتصر رهانات الإمارات على الاستفادة من التقارب مع واشنطن في جانب المشتريات والحصول على الرقائق المتقدمة، بل تمتد إلى ترسيخ حضورها في الأسواق الأميركية ذاتها، بما يعكس رؤية أوسع لتعزيز النفوذ الاقتصادي والتكنولوجي على الأرض الأميركية.
في هذا السياق، يشير تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إلى أنه:
- من المقرر أن تتوسع مجموعة الذكاء الاصطناعي G42 في أبو ظبي في الولايات المتحدة، حيث تخطط الإمارات لاستثمار عشرات المليارات من الدولارات في البلاد ووضع نفسها كقائد عالمي في التكنولوجيا الناشئة.
- أنشأت شركة الذكاء الاصطناعي مؤخراً شركة أميركية كجزء من خطوة لزيادة وجودها في البلاد، وفقاً للإيداعات المؤسسية.
- مجموعة الذكاء الاصطناعي ، المدعومة من شركة مبادلة للاستثمار، المستثمر السيادي في أبوظبي، ذكرت للصحيفة أنها "ملتزمة بتوسيع السوق الأميركية وأنشأت كياناً قانونياً لتحقيق هذه الاستراتيجية".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إنه "من المتوقع أن تعلن بعض الشركات التابعة لمجموعة G42 -والتي تشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وشركات مراكز البيانات - عن خطط أعمال أميركية في الأشهر المقبلة.
- يأتي هذا التوسع في الوقت الذي تُراهن فيه الإمارات العربية المتحدة بقوة على الذكاء الاصطناعي، واضعةً هذه التقنية في صميم خططها للتنويع الاقتصادي، بل وحتى في التشريع. وقد دفع هذا استثماراتٍ أكبر إلى الولايات المتحدة، في إطار سعيها لتعميق التعاون في مجال هذه التقنية القوية.
- يرأس G42 مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الذي قاد جهود أبو ظبي في مجال الذكاء الاصطناعي مع واشنطن.
- التقى الشيخ طحنون بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض في مارس، في زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي. وأعلن البيت الأبيض بعد الزيارة أن الإمارات ملتزمة بـ"إطار استثماري" بقيمة 1.4 تريليون دولار أميركي في الولايات المتحدة لمدة عشر سنوات.
وفي العام الماضي، تحركت المجموعة لاستثمار 335 مليون دولار في شركة صناعة الرقائق الأميركية سيريبراس، وهي الصفقة التي وافقت عليها لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة الشهر الماضي ـ.
وكانت مايكروسوفت قد استثمرت 1.5 مليار دولار لشراء حصة أقلية في G42 . كما لديها مستثمرون أميركيون آخرون، منهم مكتب عائلة راي داليو وشركة الاستثمار الخاصة سيلفر ليك.