مصر تعلن خطة شاملة لإعادة إعمار غزة بتكلفة 53 مليار دولار
10:38 - 06 مارس 2025
أعلنت مصر عن خطة طموحة لإعادة إعمار قطاع غزة بتكلفة تقديرية تبلغ 53 مليار دولار، وذلك بدعم عربي كامل وبالتنسيق مع الجهات الدولية. الخطة تهدف إلى إعادة بناء القطاع الذي دمرته الحرب الأخيرة، مع التركيز على تجنب أي شكل من أشكال التهجير القسري للسكان.
وسيتم وفقًا للخطة المطروحة، تنفيذ المشروع على مرحلتين رئيسيتين: الأولى هي مرحلة "التعافي المبكر" والتي ستستمر لمدة ستة أشهر، تليها مرحلة "إعادة الإعمار" التي ستستغرق خمس سنوات. حيث سيتم في المرحلة الأولى، إزالة ما يقدر بـ 50 مليون طن من الركام، وتركيب مساكن مؤقتة، وترميم 60 ألف وحدة سكنية مدمرة جزئيًا.
أما المرحلة الثانية، فستشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية جديدة لاستيعاب 1.6 مليون شخص، بالإضافة إلى إنشاء مطار وميناء تجاري ومناطق صناعية ولوجستية وفنادق على الشاطئ.
صندوق ائتماني دولي لتمويل الخطة و لجمع مليارات الدولارات
لتمويل هذه الخطة، سيتم إنشاء صندوق ائتماني لتلقي التعهدات المالية من الدول والمؤسسات المانحة. وقد أشار أستاذ العلوم المالية في الجامعة العربية الأميركية، نصر عبد الكريم، خلال حديثه لبرنامج بزنس مع لبنى على سكاي نيوز عربية إلى أن "الخطة تتميز بدمجها بين الطرح الاقتصادي والبعد السياسي، وهو ما يعتبر ضروريًا لضمان نجاحها".
وأضاف عبد الكريم في حديثه: "بدون بعد سياسي، لا يمكن أن تكتب لهذه الخطة النجاح. إسرائيل قد تعيق العملية من خلال تحكمها بالمعابر والسيطرة على حركة البضائع".
تحديات جسيمة تواجه الخطة
على الرغم من الطموح الكبير الذي تحمله الخطة، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجهها، أبرزها الموقف الأميركي المتصلب. وبهذا الصدد، أشار عبد الكريم إلى أن "ترامب لا يزال متمسكًا بخطته التي تركز على الحل الاقتصادي دون اعتبار للبعد السياسي، وهو ما قد يعرقل جهود إعادة الإعمار".
كما أشار إلى أن "العرب لديهم أوراق ضغط يمكن استخدامها لتغيير الموقف الأميركي، خاصة في ظل المصالح الاقتصادية الحيوية التي تربط الولايات المتحدة بالعالم العربي".
غزة تحت الأنقاض.. أرقام صادمة تكشف حجم الدمار
تشير الأرقام إلى أن الحرب الأخيرة تسببت في دمار هائل في قطاع غزة، حيث تم تدمير أو إتلاف 292 ألف منزل، وأصبحت 95 بالمئة من المستشفيات غير صالحة للعمل. كما بلغت نسبة الانكماش الاقتصادي 83 بالمئة، وارتفعت الأسعار بنسبة 300 بالمئة خلال عام واحد، بينما وصل معدل البطالة إلى 80 بالمئة.
وتبلغ قيمة الخسائر المادية في غزة نحو 30 مليار دولار، منها 53 بالمئة في قطاع الإسكان، بينما تقدر الخسائر الاقتصادية والاجتماعية بـ19.1 مليار دولار.
مستقبل غزة بين الأمل والتحدي
رغم التحديات، يرى الخبراء أن الخطة المصرية تمثل فرصة حقيقية لإعادة إعمار غزة، شرط أن يتم ربطها بحل سياسي عادل وشامل.
وأكد عبد الكريم أن "إعادة الإعمار بدون حل سياسي ستكون مجرد حلقة مفرغة من التدمير وإعادة البناء".
وأضاف: "العرب يجب أن يتحركوا بسرعة لتعزيز هذه الخطة، واستخدام كل الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية لضمان نجاحها".
تعتبر الخطة المصرية خطوة مهمة نحو إعادة إعمار غزة، لكن نجاحها مرهون بتضافر الجهود الدولية والعربية، وربطها بحل سياسي يضمن استقرارًا دائمًا للمنطقة.