ما العوامل التي تدعم أمازون لدخول نادي الـ3 تريليونات دولار؟
15:00 - 15 يوليو 2024تعد أمازون أحدث عضو في نادي التريليوني دولار، بعد أن كسرت أخيراً ذلك المستوى، وسط تفاؤل المستثمرين بأداء الشركة، وبما يشير إلى ارتفاع محتمل للقيمة السوقية في المستقبل.
بالإضافة إلى كونها سهماً ضخماً للتجارة الإلكترونية، تمنح الشركة المستثمرين أيضاً طرقاً للاستثمار في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
وبعد أن تجاوزت قيمتها السوقية تريليوني دولار، أصبح السؤال التالي هو مدى السرعة التي قد تصل بها إلى قيمة سوقية تبلغ ثلاثة تريليونات دولار إلى جانب كبار "وول ستريت" الآخرين، وهو ما قد يضعها في مصاف أكبر الشركات في العالم.. فهل من الممكن أن يصل سهم أمازون إلى هذا المستوى قبل نهاية العام؟
ولكي تصل أمازون إلى قيمة سوقية تبلغ 3 تريليون دولار، فإنها تحتاج إلى الارتفاع بنسبة 50 بالمئة أخرى.
وهذا ليس إنجازاً بسيطاً، لا سيما وأن الأسهم قد ارتفعت بالفعل بنحو 30 بالمئة في بداية العام. ولكن هناك محفزات محتملة تجعل هذا الأمر ممكناً، بحسب شركة الاستشارات المالية والاستثمارية The Motley Fool.
وتتمتع أمازون بعديد من الفرص فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وإذا استطاعت جذب بعض الضجيج الذي سمح لشركة إنفيديا بمضاعفة قيمتها بأكثر من الضعف هذا العام، فليس من المستبعد أن ترتفع أسهم أمازون بشكل كبير في النصف الأخير من العام.
واستثمرت شركة التكنولوجيا العملاقة 4 مليارات دولار في شركة الذكاء الاصطناعي Anthropic، مما يشير إلى اهتمام كبير ببرامج وتطبيقات المحادثة الآلية.
كما قامت الشركة بطرح ميزات الذكاء الاصطناعي لمساعدها Alexa، مع فرصة لتحقيق الدخل منها من خلال إصدار متميز.
وهناك أيضاً Amazon Web Services، والذي قد يستفيد من زيادة الإنفاق المرتبط بالذكاء الاصطناعي من جانب الشركات التي تعمل على توسيع قدراتها السحابية. وهذا يشكل جزءاً كبيراً من نمو أمازون في المستقبل؛ حيث تخطط الشركة لإنفاق ما يصل إلى 100 مليار دولار على مراكز البيانات على مدار العقد المقبل.
وستقدم البنية الأساسية للذكاء الاصطناعي فرصة كبيرة في المستقبل، وكلما أسرعت في الاستفادة منها، كلما ارتفعت أسعار أسهمها بشكل أسرع.
وتشير شركة الاستشارات المالية والاستثمارية في تقرير عبر موقعها، إلى أنه لا شك أن أمازون لا تزال تتمتع بإمكانات نمو كبيرة.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز جميع مجالات عملها، بما في ذلك التجارة الإلكترونية.
وبين توفير المال وخلق تجارب أفضل لعملائها، من السهل أن نرى كيف يمكن أن يكون هذا سهمًا جيدًا محتملًا للذكاء الاصطناعي يمكن امتلاكه على المدى الطويل.
ولكن لكي ترتفع أسهم الشركة هذا العام، ستحتاج الشركة إلى تسريع معدل نموها عاجلاً وليس آجلاً. فخلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، زادت مبيعات أمازون بنسبة 13 بالمئة إلى 143.3 مليار دولار.
وهذا مكسب مناسب، لكنه ليس ما قد تتوقعه من سهم نمو قوي، وهذا ليس كافياً لإقناع المستثمرين بأنها تحصل على دفعة كبيرة من الطلب المرتبط بالذكاء الاصطناعي.
وسوف يتمكن المستثمرون من إلقاء نظرة أفضل على أداء الشركة بعد نشر نتائج الربع الثاني. وإذا بدأ معدل نمو أمازون في إظهار تسارع كبير وأدى ذلك إلى رفع التوجيه لبقية العام، فقد يكون هذا هو المحفز الذي يحتاجه السهم لتحقيق بعض المكاسب الضخمة في الأسابيع والأشهر المقبلة.
عوامل داعمة
بدوره، يقول رئيس الأسواق العالمية في Cedra Markets، جو يرق، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن شركة أمازون تعد من السبع الكبار في مجال التكنولوجيا في العالم، مرجعاً الأداء الإيجابي الذي تحققه أسهم الشركة منذ بداية العام، إلى عدة عوامل، من بينها:
- ارتفاع عوائد الشركة بصورة قوية.. وتوقع الأسواق لعوائد أعلى بنسبة 20 بالمئة من المستوى الحالي.
- معدلات ربحية عالية بنهاية العام 2023، وخلال العام الجاري.
- تخفيض أعداد الموظفين وانعكاسات ذلك على الشركة.
ويشير إلى أن هناك عدداً من العوامل الإضافية الأخرى الداعمة لأداء الشركة ومكانتها مثل الخدمات المميزة لموقع الشركة، وفرص النمو القوية، إضافة إلى التوسع الاستثماري في مجال الذكاء الاصطناعي.
ذلك بالإضافة إلى رفع بيوت الخبرة العالمية مستهدفات الأسعار لأمازون ما بين 230 و250 دولار، لذلك توجد فرص نمو قوية للشركة خلال المرحلة المقبلة، ووسط اهتمام كبير من المتعاملين.
تتداول أسهم الشركة عند مستوى 194 دولاراً، وحققت ارتفاعاً بنسبة بنحو 29 بالمئة منذ بداية العام، وفق حسابات companiesmarketcap.
ويتوقع يرق دخول شركة أمازون نادي 3 تريليون في الفترة المقبلة لتلحق بكل من مايكروسوفت وإنفيديا بدعم من عدة عوامل متوقعة مثل توقعات خفض الفائدة من جانب الفيدرالي الأميركي، بالإضافة إلى استمرارية صعود القطاع التكنولوجي المتوقعة، فضلا عن توجهات الشركة نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
تطوير مستمر
وإلى ذلك، يؤكد خبير تكنولوجيا المعلومات، محمد الحارثي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" على أن شركة أمازون عملت على عدد من المحاور الرئيسية على صعيد تلبية احتياجات قاعدة واسعة من العملاء، عبر الحوسبة السحابية وفكرة تقديم خدمات وامتيازات تستهدف نطاقات مختلفة من الشركات للاستحواذ على نسبة سوقية أكبر.
ويضيف: "أمازون استطاعت العمل على amazon web services، واستطاعت أن تتيح إمكانية استضافة أنظمة عبر الحوسبة السحابية فضلاً عن إضافة خصائص الأمن السيبراني وتأمين الأنظمة بخصائص كبيرة تتوافق مع المعايير العالمية، والهجمات التي تتم والتصدي الاستباقي لها، وذلك عبر توفير ذلك في البيئة التشغيلية لها".
ويوضح أن الشركة استطاعت أيضاً التوسع والتطوير في تقنيات الذكاء الاصطناعي والدعم اللوجستي والدعم الفني، لتستحوذ على جزء كبير من قطاع الأعمال، ومن ثم بدء توجه الشركات الصغيرة والمتوسطة إليها للاستفادة من تلك الخدمات والابتكار التكنولوجي.
وبالتالي يرى أن تلك العوامل والتوجهات من شأنها مساعدة الشركة بقوة على دخول نادي 3 تريليون في ضوء توقعات نمو التجارة الإلكترونية وإثبات كافة أنظمتها الكفاءة المطلوبة.
منافسة صعبة
من جانبه يقول الخبير التكنولوجي، رئيس شركة "آي دي تي" للاستشارات والنظم، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن شركة أمازون شهدت تطوراً جيدا خلال العام الجاري 2024، بنسب ارتفاع جيدة للسهم، ولكن الأداء ليس أداءً أسطورياً مقارنة بسهم إنفيديا على سبيل المثال.
وفي هذا السياق، يشار إلى أن سهم إنفيديا ارتفع بنسبة 159.9 بالمئة منذ بداية العام الجاري. وتبلغ القيمة السوقية للشركة 3.179 تريليون دولار.
ويضيف: "أبرز الأسباب وراء ارتفاعات أمازون زيادة معدلات الإقبال على شركات التكنولوجيا في ضوء استخدام الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن نشاط التجارة الإلكترونية والتي تعد أمازون شركة عملاقة بها، بجانب الحوسبة السحابية، فهي تعتبر من أكبر مقدمي هذه الخدمة في ضوء الاستفادة من طفرة الذكاء الاصطناعي".
وحول بلوغها لمستوى 3 تريليون، يشير سعيد إلى أنه غير متفائل بقدرة الشركة على تحقيق ذلك على المدى القريب عكس أسهم الشركات الكبرى مثل إنفيديا، خاصة وأن معدل نمو أسهم تلك الشركات أكبر من أمازون، وأنها لا تميل للنمو في ضوء طبيعة الأنشطة العاملة فيها، والتي تعد تقليدية ليست ابتكارية، مما يغلب على تصنيف سهمها ضمن فئة الأسهم الدفاعية، بعكس باقي أسهم الشركات العملاقة الأخرى التي تميل إلى الابتكارات، على حد قوله.