الصين تُطلق الرصاصة الأخيرة في حرب الرسوم
08:19 - 11 أبريل 2025
قالت وزارة المالية الصينية الجمعة إن بكين ستفرض رسوما جمركية بنسبة 125 بالمئة على السلع الأميركية اعتبارا من يوم السبت الموافق 12 أبريل، ارتفاعا من 84 بالمئة التي أعلنتها في وقت سابق، مما يزيد من حدة حرب تجارية تنذر باضطراب سلاسل التوريد حول العالم.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقفاً مؤقتاً، لمدة 90 يوماً، بشأن زيادة الرسوم الجمركية، على عشرات الدول، لكنه رفع الرسوم على الصين إلى 125 بالمئة.
وأضافت الوزارة الصينية أن بكين ستتجاهل أي رسوم جمركية إضافية من الولايات المتحدة على المنتجات الصينية.
وجاء في البيان: "نظرًا لعدم وجود أي احتمال لقبول السوق الصينية للسلع الأميركية المصدّرة إلى الصين في ظل مستويات الرسوم الجمركية الحالية، فإن استمر الجانب الأميركي لاحقًا في فرض رسوم جمركية على السلع الصينية المصدّرة إلى الولايات المتحدة، فلن تولي الصين أي اهتمام لذلك".
وقالت وزارة المالية الصينية في بيان "فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية مرتفعة بشكل غير طبيعي على الصين ينتهك بشكل خطير القواعد التجارية والاقتصادية الدولية والقوانين الاقتصادية الأساسية ويتنافى مع المنطق السليم، ويمثل بلطجة وتعنتا أحادي الجانب بكل ما يعنيه ذلك".
وعلقت بكين الأسبوع الماضي واردات الذرة الرفيعة والدواجن وعلف الحيوانات من بعض الشركات الأميركية وفرضت المزيد من قيود الصادرات على معادن الأرض النادرة، المهمة لكثير من التقنيات وأدرجت العشرات من الشركات الأميركية على القوائم التي من شأنها أن تمنع الشركات الصينية من بيع السلع ثنائية الاستخدام لها.
عجلة التاريخ لن تعود للوراء
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الجمعة إن "الولايات المتحدة لا يمكنها التصرف بتهور، ولا يمكن لعجلة التاريخ أن تعود إلى الوراء"، في تعليق على الرسوم الجمركية الأميركية على الصين.
جاء ذلك خلال اجتماع الوزير مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي في بكين.
أوراق ضغط صينية
خبير الاقتصاد الدولي، الدكتور علي الإدريسي، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إنه في مواجهة الرسوم الجمركية المتزايدة التي تفرضها الولايات المتحدة، تمتلك الصين عدة أدوات للرد والتأثير على العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، يمكن تعزيزها في المرحلة المقبلة، من بينها:
- زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية.. فقد رفعت الصين رسومها الجمركية الانتقامية على السلع الأميركية بالفعل إلى 125 بالمئة، كرد مباشر على الرسوم الأميركية الأخيرة المفروضة على المنتجات الصينية، ونوهت بإنها ستكون الأخيرة وستتجاهل أي رسوم جمركية إضافية من الولايات المتحدة على المنتجات الصينية.
- إدراج الشركات الأميركية في قوائم المراقبة، فقد أضافت الصين شركات أميركية، خاصة في مجالات الدفاع والتكنولوجيا، إلى "قائمة الكيانات غير الموثوقة" و"قائمة مراقبة الصادرات"، مما يحد من تعامل هذه الشركات داخل السوق الصينية.
- تفرض الصين قيوداً على تصدير مواد نادرة وهامة، مما يؤثر على الصناعات الأميركية التي تعتمد على هذه المواد.
- تبدأ بكين تحقيقات لمكافحة الإغراق ضد منتجات أميركية، وعلّقت استيراد بعض المنتجات الزراعية من شركات أميركية محددة، مما يؤثر على المصدرين الأميركيين.
- قدمت الصين شكاوى رسمية إلى منظمة التجارة العالمية، تطعن في قانونية الرسوم الجمركية الأميركية، وتسعى للحصول على دعم دولي لموقفها.
- تسعى الصين لتعزيز الطلب الداخلي وتقليل الاعتماد على الواردات الأمريكية، بالإضافة إلى توسيع علاقاتها التجارية مع دول أخرى لتقليل تأثير الإجراءات الأميركية.
ويضيف: "تستخدم الصين هذه الأدوات في إطار استراتيجية شاملة للرد على الضغوط التجارية الأميركية، مع التأكيد على استعدادها للتفاوض والحوار، شريطة الاحترام المتبادل واتخاذ خطوات بنّاءة من الطرفين".
بكين تحمل واشنطن المسؤولية الكاملة
اعتبرت الصين الجمعة أن على الولايات المتحدة أن "تتحمّل المسؤولية الكاملة" عن "الاضطراب الحاد" في الاقتصاد العالمي جراء الحرب الاقتصادية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر زيادة التعرفات الجمركية.
وقال متحدث باسم وزارة التجارية الصينية إن التعرفات الأميركية ألحقت بـ"الاقتصاد العالمي الراهن والأسواق العالمية وأنظمة التبادل المتعددة الطرف، صدمات خطرة واضطرابا حادا". أضاف "على الولايات المتحدة أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك".
كما أعلنت بكين، الجمعة، أنها قدمت شكوى إضافية إلى المنظمة بشأن الرسوم الجمركية الأميركية.
وذكر بيان البعثة الصينية في المنظمة، نقلاً عن متحدث باسم وزارة التجارة، أنه "في 10 أبريل، أصدرت الولايات المتحدة الأمر التنفيذي، معلنةً زيادةً إضافيةً فيما يُسمى "الرسوم الجمركية المتبادلة" على المنتجات الصينية. وقدمت الصين شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد أحدث إجراءات الرسوم الجمركية الأميركية".