العريان يجيب عن السؤال الصعب.. أين نستثمر؟
18:41 - 29 أبريل 2024في مقابلة خاصة مع سكاي نيوز عربية ضمن برنامج "Business مع لبنى" أجاب الخبير الاقتصادي الدولي الدكتور محمد العريان، عن السؤال المحير "أين ينبغي أن نستثمر؟".
وشدد على أن قرار الاستثمار يتوقف على عدة عوامل ويجب على المستثمر أن يجيب عن الأسئلة التالية:
- ما حجم مدخراته؟
- ما هي أهدافه؟
- ما مدى قدرته على تحمل المخاطر؟
وقال "أنا دائماً أطرح على الناس السؤال الأهم الذي يمكن لكل واحد منهم الإجابة عنه بنفسه، ما هو الخطأ الذي لن أتحمل تبعات ارتكابه؟"
وأردف قائلا: "كما تعلمون، حينما نفكر في الاستثمار، نركز عادةً على الأرباح التي سوف نحققها، غير أننا نعيش في عالم يسوده عدم اليقين، لذلك بدلاً من طرح سؤال بشأن ما سأجنيه من أرباح، يفضل أن أتساءل عن مدى تحملي وتقبلي للخسارة، فالخطأ الذي يقترفه معظم المستثمرين هو التعامل بشكل سيئ مع أي تقلب واللجوء عادةً إلى بيع ما لديهم، لهذا أقول لكل شخص منهم، اِفهم نفسك أولاً قبل أن تجيب عن السؤال".
وأوضح العريان أن هناك فرصاً واعدة اليوم أَكثر من أي وقت مضى، وهذا يعود إلى كون نظام الاستثمار أصبح أقل تعقيداً طالما تم إبقاء معدلات الفائدة منخفضة جداً.
وأضاف قائلا: "إذا أخبرتني بأنك ستستثمرين من أجل أحفادك فسأضع أفقاً زمنياً لاستثماري هو 10 سنوات، وسأركز على مجالات معينة وقطاعات محددة مثل العلوم الحيوية والطاقة المتجددة، لأنني أعتقد أن هذه القطاعات إلى جانب الرعاية الصحية سوف تكون استثمارات جيدة جداً على المدى الطويل".
وحول التوترات الجيوسياسية في المنطقة وأثر الحرب على اقتصاد المنطقة، قال الخبير الاقتصادي الدولي محمد العريان إنه ليس هناك جواب بسيط حول مدى التأثير؟، مشيرا إلى أن هذا يعود لسببين رئيسيين:
- أولهما له علاقة بالتطورات السلبية والإيجابية
- ثانيهما يعتمد على موقع كل بلد في المنطقة والتوفيق بينهما صعب جداً
"على سبيل المثال، إذا كنت موجوداً في البلدان المجاورة للمأساة الجارية في غزة فإنك ستشعر بالآثار السلبية على القطاع السياحي وعلى الاستثمار الأجنبي المباشر ولكن، إذا كنت موجودا في الإمارات فإنك لا تشعر بأثر ذلك على السياحة أو الاستثمار الأجنبي المباشر، بل ستستفيد من ارتفاع أسعار النفط المرافق لهذه التوترات الجيوسياسية، لذلك فإن مدى تأثرك يعتمد على مكان وجودك، غير أن القاسم المشترك بين الجميع هو الشعور بحزن كبير وقلق عميق بشأن المأساة الإنسانية الواقعة في الوقت الحالي بعد إزهاق أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء ودُمِّرت المنازل وسبل العيش". بحسب العريان.
وبالحديث عن التحديات الاقتصادية التي يشهدها العالم اليوم بما فيها التوترات الجيوسياسية وسياسات الفيدرالي قال: "هذا صحيح، الفيدرالي هو البنك المركزي الأقوى في العالم لأن الدولار هو عملته الاحتياطية ولأن النظام المالي الأميركي يُستخدَم من قبل الكثير من الناس لإدارة مدخراتهم، ورغم وجود الفيدرالي في الولايات المتحدة فإن قراراته لها آثار واسعة النطاق خارج حدود الولايات المتحدة".
وتابع قائلا، على هامش "منتدى الإعلام العربي" المنعقد في دبي: ننظر إلى هذا بالموازاة مع قوة الدولار والتضخم الذي ما يزال مرتفعاً في الولايات المتحدة، وعندما كان الناس يراجعون حساباتهم مع الأشهر الأولى للعام كانت السوق تراهن على ستة تخفيضات بدءاً من شهر مارس، في الوقت الراهن تنتظر الأسواق تخفيضاً في سعر الفائدة بدءاً من شهر ديسمبر، ما حدث كان تغيراً كاملاً".
وطرح العريان سؤالا حساسا حول ما الذي ينبغي على الفيدرالي عمله إذن؟ ليجيب "في اعتقادي، على الفيدرالي أن يتطلع إلى الأمام وألا يعتمد فقط على البيانات المتاحة، بل عليه أيضاً أن يتبنى رؤية اقتصادية استراتيجية، وإذا تم اعتماد رؤية اقتصادية استراتيجية فإن الاقتصاد الأميركي سيتباطأ، وقد يؤدي التشديد النقدي المفرط والمستمر للفيدرالي إلى الضغط أكثر على عجلة نمو الاقتصاد ويتسبب في تباطؤ النمو ويزيد من مخاطر الركود، لذلك أعتقد أن ما ينبغي على الفيدرالي فعله هو تخفيض سعر الفائدة مرتين هذا العام".
ورجح العريان ألا يخفض الفيدرالي الأميركي الفائدة في حالة استمراره في الاعتماد على البيانات.
"الناس يضغطون على الفيدرالي للتطلع إلى الأمام، نعم، التطلع إلى الأمام فقط وليس الاكتفاء بالنظر إلى الوراء، سنرى إذن كيف سيجري تحمل المسؤوليات وتقاسم الأعباء، لا أعتقد أن أي أحد يثق فيما سيفعله الفيدرالي"، بحسب محمد العريان.
وبسؤاله عن نصيحته لدول الخليج بمواصلة الارتباط بالدولار أم لا؟ في ظل ما يواجهه العالم من تحديات كثيرة بما في ذلك قوة الدولار، قال "أعتقد أن الصواب هو مواصلة الارتباط بالدولار فهذا يوفر هامشاً مرناً، هناك الكثير من التحولات المهمة الجارية حالياً وهي تحولات تؤدي أساساً إلى تغيير الاقتصادات، وآخر شيء يمكن التفكير في فعله هو جلب حالة غير ضرورية من عدم اليقين، وإذا افترضنا أنه تم الإعلان عن تغيير نظام سعر الصرف فإن ذلك قد يتسبب في أشكال مختلفة من عدم اليقين لهذا أقول إنه لا يوجد في الوقت الحالي أي سبب وجيه لتغيير ربط العملات الخليجية بالدولار".
وعن التطورات الاقتصادية التي تحدث في مصر، شدد الدكتور محمد العريان على أن الاستثمار الضخم من الإمارات في مصر حقق أمرين:
- أولهما تبديد المخاوف بشأن الاحتياطيات والديون المصرية
- ثانيهما إتاحة الفرصة لإصلاح نظام الصرف وما رأيناه هو تقلص السوق السوداء وانكماشه
"رأينا سعر الدولار ينخفض من 70 إلى 50 جنيها مرة واحدة، لذلك، كانت هذه الاستثمارات مَصدَّات دفاعية مهمة جداً لكنها لعبت أيضاً دوراً هجوميا لأنها شملت مجالات ستشهد العديد من الإنشاءات وتوظف الكثير من الأيدي العاملة وستخلق الكثير من الوظائف، لذلك، كانت مفيدة جداً"، بحسب العريان الذي أكد أن الأهم يبقى هو الاستفادة من الزخم الحالي وعدم تضييعه، فهذه لحظات حاسمة يمكنها أن تتيح تحقيق الكثير من الأشياء الجيدة في مصر.
يذكر أن الدكتور محمد العريان عادة ما يفضل أن يَصف نفسه بالمزارع المصري الذي يحب بلده كثيراً.