طفرة عقارية بالإمارات تجذب أثرياء العالم
04:50 - 13 يونيو 2025
في مشهد اقتصادي غير مسبوق، تشهد الإمارات طفرة عقارية تُعدّ من الأكبر على مستوى العالم، مدفوعة بزخم استثنائي من الطلب المحلي والدولي، وثقة راسخة بالاقتصاد الوطني وبنية تحتية لا تضاهى، ما جعل البلاد وجهة مفضّلة لأثرياء العالم والمستثمرين الطامحين بعوائد عقارية تتفوّق على كبرى مدن العالم مثل لندن وباريس ونيويورك.
الأرقام تتحدث عن نفسها:
بحسب الإحصائيات الرسمية، بلغت قيمة الأصول العقارية في دولة الإمارات نحو 680 مليار دولار بنهاية عام 2024، بينما سجّلت مبيعات القطاع 451 مليار دولار خلال عامي 2023 و2024 فقط، بينها 65 مليار دولار في الربع الأول من عام 2025 وحده. كما يساهم القطاع العقاري بنسبة 7.6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، مما يؤكد مكانته كلاعب محوري في الاقتصاد الوطني.
الطلب في ذروته.. وديار تؤكد: نحن في أفضل حالاتنا
في حديثه لبرنامج "بزنس مع لبنى" على سكاي نيوز عربية، أكد سعيد محمد القطامي، الرئيس التنفيذي لشركة "ديار للتطوير"، أن السوق العقاري في الإمارات، وخاصة في دبي، يعيش واحدة من أفضل فتراته التاريخية.
وقال القطامي: "لا زال الزخم على الطلب متواجدًا سواء في قطاع الإيجار أو البيع. نسب الإشغال لدينا تتراوح بين 96 بالمئة و97 بالمئة، وهذا مؤشر واضح على الطلب الكبير والمتزايد."
وأشار إلى أن سياسات حكومة الإمارات بعد جائحة كورونا لعبت دورًا جوهريًا في اجتذاب شرائح واسعة من المستثمرين والأثرياء من مختلف أنحاء العالم، مضيفًا: "الإمارات قدّمت الحياة الكريمة، والبنية التحتية الممتازة، ونمط الحياة الجاذب لمختلف الشرائح، مما جعل العيش فيها سواء للعمل أو السياحة أو الاستقرار حلمًا لكثيرين."
من الركود إلى القمة.. دورة انتعاش بدأت بعد الجائحة
وعن خلفية الطفرة الحالية، أوضح القطامي أن السوق مرّ بمرحلة تراجع في معدلات الإنجاز بين عامي 2017 و2018، لكن الأمور تغيّرت بشكل دراماتيكي بعد الجائحة، حيث بدأت مشاريع جديدة بالانطلاق مجددًا بدافع الإقبال الكبير.
وقال: "نعتقد أننا وصلنا اليوم إلى ذروة ارتفاع الأسعار، ومن المتوقع أن نشهد فترة من الاستقرار السعري في المرحلة المقبلة."
"داون تاون ريزيدنسز": مشروع أيقوني بمواصفات عالمية
وأعلن القطامي خلال اللقاء عن إطلاق مشروع "داون تاون ريزيدنسز"، واصفًا إياه بأنه "تحفة معمارية" وواحد من أعلى الأبراج السكنية في دولة الإمارات.
وصرّح قائلاً: "المشروع يتكون من حوالي 110 طوابق، بمساحة إجمالية تقارب 740,000 قدم مربعة للوحدات السكنية، و75,000 قدم مخصصة للمرافق الترفيهية والخدمية، ليصبح مركزًا متكاملًا للسكن والعمل والترفيه."
ويضم المشروع وحدات تتراوح من غرفة واحدة حتى البنتهاوس، إلى جانب مساحات عمل ومراكز لياقة ورفاهية. ويقع في منطقة استراتيجية بين الخليج التجاري ووسط دبي، مما يمنحه جاذبية إضافية للمستثمرين والأفراد الباحثين عن نمط حياة فاخر.
مرونة السداد ومجتمع استثماري متنوع
واحدة من أهم ركائز نجاح مشاريع "ديار"، كما يراها القطامي، هي خطط السداد المرنة والأسعار التنافسية، والتي ساعدت في بناء قاعدة ولاء قوية من المستثمرين، خاصة من الإمارات والهند وباكستان، بالإضافة إلى اهتمام متزايد من الجاليات الأوروبية والعربية في الفترة الأخيرة.
وأكد القطامي: "لدينا دائمًا قاعدة قوية من المستثمرين الذين خاضوا تجربة ناجحة معنا سابقًا. اليوم نرى إقبالاً متزايدًا من الأوروبيين والعرب، خاصة في المشاريع التي تقدم نمط حياة فاخرة وخدمات متكاملة."
قطاع واعد بمؤشرات مستقبلية قوية
بدعم من مؤسسات دولية كـ "نايت فرانك"، و"وي فاين"، ووكالة "موديز"، تشير التقديرات إلى أن الزخم العقاري في الإمارات سيستمر في التصاعد. وتبلغ قيمة مشاريع الإنشاءات الحالية نحو 590 مليار دولار، بينها 125 مليار دولار مخصصة للمشاريع السكنية وحدها.
يُجمع المراقبون أن ما يحدث في الإمارات ليس مجرد انتعاش مؤقت، بل تحوّل هيكلي في سوق العقارات، يعكس صعود البلاد كوجهة استثمارية عالمية مدفوعة بالثقة، الأمان، والتنظيم الحكومي الرشيد.
الإمارات على خريطة الاستثمار العالمي
في ظل هذا الواقع العقاري المتحوّل، يواصل قطاع العقارات في الإمارات فرض نفسه كأحد أعمدة الاقتصاد الوطني، ووجهة مفضّلة لأصحاب رؤوس الأموال الباحثين عن عوائد مرتفعة واستقرار طويل الأمد.
ومع مشاريع أيقونية جديدة مثل "داون تاون ريزيدنسز"، تؤكد الإمارات أنها ليست فقط مركزًا ماليًا وسياحيًا، بل أيضًا مركزًا عقاريًا عالميًا يتحدى كبريات العواصم العقارية في الغرب، ويُعيد رسم خارطة الاستثمار في القرن الـ21.