ترامب يستعد لإطلاق "أم المعارك التجارية"
12:06 - 02 أبريل 2025
يطلق دونالد ترامب الأربعاء أم المعارك التجارية تنفيذا لما توعد به باستمرار منذ حملته الانتخابية، مع فرض رسوم جمركية جديدة هدفها افتتاح "عصر ذهبي" للولايات المتحدة، غير أنها قد تتسبب بانهيار الاقتصاد العالمي.
وكان الرئيس الأميركي لا يزال يعمل الثلاثاء، بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض، على "وضع اللمسات الأخيرة" على خطته التي لا يزال الغموض يكتنف حجمها ونطاقها.
وقالت كارولاين ليفيت "غدا ينتهي نهب أميركا" مؤكدة أن حزمة الرسوم الجمركية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ "فورا" بعد أن يعلنها ترامب.
ومن المتوقع الكشف عن هذه الرسوم الأربعاء الذي أعلنه ترامب "يوم تحرير" الولايات المتحدة، خلال مراسم تقام في البيت الأبيض، مباشرة بعد إغلاق بورصة نيويورك التي بدأت تشهد تقلبات كغيرها من الأسواق حول العالم.
وخيم الترقب على الأسواق الآسيوية التي سجلت صباح الاربعاء تأرجحا حول نقطة التوازن، بانتظار معرفة المزيد حول الرسوم.
ولم تعلق الإدارة الأميركية على مختلف الاحتمالات التي تتناقلها الصحافة قبل أقل من 24 ساعة من الإعلان.
فهل تفرض الولايات المتحدة رسما جمركيا وحيدا بنسبة 20 بالمئة على مجمل الواردات؟ أم رسوما جمركية مفصلة على مقاس كل من الدول المصدرة؟ أم تختار فرض رسم أكثر اعتدالا يتركز على عدد محدود من البلدان وفق فرضية ذكرتها صحيفة وول ستريت جورنال؟
وقد تكون الوطأة هائلة على الاقتصاد العالمي. ففي العام 2024 استوردت الولايات المتحدة حوالى 3300 مليار دولار من البضائع.
"لطيف جدا"
توازيا، وعد الرئيس الجمهوري البالغ 78 عاما الإثنين بأنه سيكون "لطيفا جدا" مع شركاء بلاده التجاريين، محافظا على نهجه المتقلب الذي يصعب التكهن به.
وحاول شركاء الولايات المتحدة الاستعداد للصدمة باعتماد خطاب حازم وفي الوقت نفسه إبداء استعداد للحوار واتخاذ مبادرات تهدئة.
وأعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن بلاده ستكون "متأنية جدا" في ردها على "الإجراءات غير المبررة التي تتخذها الحكومة الأميركية".
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "لا نريد بالضرورة اتخاذ إجراءات انتقامية... لكن لدينا خطة قوية إذا اقتضى الأمر".
وتأمل بعض الدول الحصول على معاملة أكثر مراعاة، على غرار فيتنام التي خفضت رسومها الجمركية على مجموعة من السلع في محاولة لاسترضاء واشنطن.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الثلاثاء إن لندن تعمل "جاهدة" للتوصل إلى اتفاق تجاري ثنائي مع واشنطن يتيح تجنّب الضغوط الجمركية لكن "من المرجح أن تكون هناك رسوم" على بريطانيا.
وتسعى دول مصدرة كبرى أخرى لعقد تحالفات تمكنها من اكتساب وزن بمواجهة واشنطن.
وفي هذا السياق أعلنت بكين وطوكيو وسيول "تسريع" مفاوضاتها من أجل التوصل إلى اتفاق تبادل حر.
عصا سحرية
سياسيا، لا يستطيع ترامب أن يتراجع تماما عن فرض الرسوم الجمركية التي وصفها بأنها "أجمل كلمة في القاموس"، بعدما روّج لها على أنها عصا سحرية قادرة على النهوض مجددا بالصناعة الأميركية وإعادة التوازن إلى الميزان التجاري وسد العجز في الميزانية.
وترامب المعجب بالنهج الحمائي المطبق في الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ببدد حتى الآن المخاوف بشأن مخاطر التضخم وانهيار البورصات، وهو الذي انتخب بناء على وعد بخفض كلفة المعيشة على الأميركيين.
وتحدث محللون في غولدمان ساكس في مذكرة عن المخاطر الاقتصادية المرتبطة بمجموعة واسعة من الرسوم الجمركية سيكون لها التاثير السلبي ذاته كزيادة في الضرائب، على الاستهلاك والقدرة الشرائية.
وعمد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في مطلع العام إلى زيادة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية وقسم كبير من البضائع الآتية من المكسيك وكندا المجاورتين، وعلى كل واردات الصلب والألمنيوم التي تدخل الولايات المتحدة.
وخفضت الحكومة المكسيكية منذ الثلاثاء توقعاتها للنمو عام 2025، مشيرة إلى غموض على ارتباط بـ"التوترات التجارية" مع شريكها الاقتصادي الأول الأميركي، وبات الناتج المحلي الإجمالي المكسيكي المرتقب يتراوح بين 1,5 بالمئة و2,3 بالمئة، مقابل 2 بالمئة إلى 3 بالمئة سابقا.
وبعد الرسوم الجمركية المرتقب إعلانها الأربعاء، تعتزم واشنطن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 بالمئة اعتبارا من الخميس الساعة 4,01 ت غ على السيارات المصنوعة في الخارج وقطع التبديل.