رئيس الوزراء الصيني يندد من دافوس بـ"الحواجز" التجارية
18:12 - 16 يناير 2024أكد رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، أمام أبرز شخصيات العالم في السياسة والأعمال في دافوس، الثلاثاء، بأن الحواجز التجارية "التمييزية" تمثّل تهديدا للاقتصاد العالمي، في إشارة واضحة للولايات المتحدة.
جاءت تصريحات "لي" فيما ينشغل المشاركون في النسخة الـ54 للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي ينعقد سنويا بمجموعة من المخاطر التي يواجهها العالم، لا سيما حربا أوكرانيا وغزة والتغيّر المناخي والتطوّر السريع للذكاء الاصطناعي.
وسيلقي الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي يحضر المنتدى شخصيا للمرة الأولى، خطابه في وقت لاحق فيما يسعى لحشد الدعم من حلفائه بعد عامين من الحرب مع روسيا.
وتحدّث "لي" بعد أيام على انتخابات تايوان التي خيّم عليها التوتر نهاية الأسبوع، علما بأن بكين تعتبر الجزيرة جزءا من الصين.
لكن المسؤول الصيني الأرفع الذي يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي منذ العام 2017 لم يتطرّق إلى الانتخابات، وفضّل بدلا من ذلك التركيز على التجارة واقتصاد بلاده والذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن "تدابير تجارية واستثمارية تمييزية جديدة" تظهر كل عام، و"أي عقبات أو عراقيل يمكن أن تبطئ أو توقف عجلة الاقتصاد العالمي".
ولم يذكر "لي" أي بلدان بالاسم، لكن بكين دخلت في خلافات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي بشأن التجارة في السنوات الأخيرة، خصوصا في ما يتعلّق بالتكنولوجيا المتقدّمة والطاقة النظيفة.
ارتفع منسوب التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين في عهد دونالد ترامب، وهو أمر تواصل في عهد الرئيس جو بايدن.
وفي أكتوبر، أعلنت الولايات المتحدة تشديد القيود على صادرات الشرائح الإلكترونية المتطورة المخصصة للذكاء الاصطناعي، ما أثار حفيظة بكين.
في الأثناء، أطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقا في الدعم الذي تقدّمه الدولة الصينية لقطاع تصنيع المركبات الكهربائية.
وقال "لي" "هناك أمثلة عديدة على تقويض مزاجية طرف واحد الثقة المتبادلة مع الآخرين"، من دون أن يذكر دولة بعينها.
لكن لطالما اشتكت الشركات الأميركية والأوروبية من العقبات التي تواجهها في القيام بأي أعمال تجارية في أجواء قائمة على التكافؤ في الصين.
دعم أوكرانيا
ويشارك "لي" منتدى دافوس مع زيلينسكي الذي اجتمع مع مجموعة "رؤساء تنفيذيون من أجل أوكرانيا"، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.
تحاول كييف جاهدة ضمان عدم تراجع الدعم من حلفائها في ظل أكبر حرب تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لا سيما أن انتباه العالم انصرف مؤخرا إلى الشرق الأوسط، حيث تسود مخاوف من إمكانية اتساع رقعة الحرب الدائرة في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال بلينكن بعد المحادثات "نحن عازمون على مواصلة دعمنا لأوكرانيا".
ويعرقل الجمهوريون في الكونغرس الأميركي تجديد المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، وتشعر كييف وحلفاؤها بالقلق من تراجع الدعم في حال فاز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية في وقت لاحق هذا العام.
وسيعقد قادة الاتحاد الأوروبي محادثات الشهر المقبل في مسعى لإقرار حزمة دعم لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو (55 مليار دولار)، استخدمت المجر في ديسمبر حق النقض لمنع تمريرها.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في خطابها أن على حلفاء أوكرانيا ضمان حصول كييف على دعم ثابت.
وقالت "يمكن لأوكرانيا أن تنتصر في هذه الحرب. لكن علينا مواصلة دعم مقاومتهم".
واستُقبل زيلينسكي بتصفيق حار ووقف الحاضرون لدى دخوله اجتماعا مغلقا لمجموعة "رؤساء تنفيذيون من أجل أوكرانيا".
وأفاد قطب قطاع التعدين في أستراليا، أندرو فوريست، بأن الرؤساء التنفيذيين أعربوا عن دعمهم "الكامل" لزيلينسكي.
الذكاء الاصطناعي
هيمن ملف الذكاء الاصطناعي أيضا على المباحثات، بعدما أظهرت أمثلة عديدة العام الماضي مدى التقدّم المذهل الذي حققه القطاع.
ورغم الحماسة السائدة في هذا الصدد إلا أن التهديدات، التي يشكلها الذكاء الاصطناعي باتت تثير القلق أيضا.
وأفاد المنتدى الاقتصادي العالمي الأسبوع الماضي، بأن التضليل الذي يقوده الذكاء الاصطناعي قبل الانتخابات في مختلف الدول، بما فيها الولايات المتحدة، يعد من أكبر المخاطر العالمية خلال العامين الجاري والمقبل.
وأكد "لي" على ضرورة وضع "خط أحمر" في ما يتعلّق بتطوير الذكاء الاصطناعي، لضمان عدم اقتصار الفائدة التي يأتي بها القطاع على "مجموعة صغيرة من الناس".
وشدد على أن "الحوكمة الجيّدة" ضرورية لهذا القطاع، وأن على العالم تجنّب "الانقسام القائم على المعسكرات أو المواجهة" في ما يتعلّق بالذكاء الاصطناعي.
وأما فون دير لايين، فقالت إن "على أوروبا تحقيق تقدّم" في ما يتعلق بهذا القطاع و"تقديم مثال على الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي".